responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 250


فوثب به هاشم بن عمرو القيسي والمذحجيون جميعاً ، ثم مر بفلسطين فوثب الحكم بن صنعان بن روح بن زنباع ، لما رأوا من إدبار الأمر منه ، وعلم مروان أن اسماعيل بن عبد الله القشيري قد غشَّه في الرأي ولم يمحضه النصيحة ، وأنه فرَّط في مشورته إياه ، إذ شاور رجلًا من قحطان موتوراً متعصباً من قومه على أضدادهم من نزار ، وان الرأي كان الذي هَمَّ بفعله من قطع الدرب ونزول بعض حصون الروم ومكاتبته ملكها الى أن يرتئي في أمره .
وذكر المدائني والعتبي وغيرهما ان مروان حين نزل على الزاب جَرَّدَ من رجاله ، ومن اختاره من سائر جيشه من أهل الشام والجزيرة وغيرهم ، مائة ألف فارس على مائة ألف قارح ، فلما كان يوم الوقعة وأشرف عبد الله بن عليّ في المسودة ، وفي أوائلهم البنود السود يحملها الرجال على الجمال البُخْت ، وقد جعلت أقتابها من خشب الصفصاف والغرب ، قال مروان لمن قَرُبَ منه : أما ترون رماحهم كأنها النخل غلظا ؟ أما ترون إلى أعلامهم فوق هذه الإبل كأنها قطع من الغمام سود ؟ فبينا هو كذلك إذ طار من أفرجة هنا لك قطعة من الغرابيب سود ، فاجتمعت على أول رايات عبد الله بن علي ، واتصل سوادها بسواد تلك الرايات والبنود ، ومروان ينظر ، فتطير من ذلك فقال : أما ترون السواد قد اتصل بالسواد ، وكأن الغرابيب كالسحب سواداً ، ثم نظر الى أصحابه المحاربين وقد استشعروا الجزع والفزع والفشل فقال : إنها لعدة ، وما تنفع العدة إذا انقضت المدة ؟
ولمروان على الزاب أخبار غير هذه قد أتينا على ذكرها في كتابينا « أخبار الزمان » والأوسط ، فأغنى ذلك عن إعادة ذكرها ، والله ولي التوفيق .

250

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست