نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 239
من رأى أنه كان من العرب ، ومنهم من رأى أنه كان عبداً فأعتق ، وكان من أهل البرس والجامعين من قرية يقال لها خرطينة وإليها تضاف الثياب البرسية المعروفة بالخرطينية ، وتلك من اعمال الكوفة وسوادها ، وكان قهرمانا لإدريس بن إبراهيم العجلي ، ثم آل أمره ونمت به الأقدار إلى أن اتصل بمحمد بن علي ، ثم بإبراهيم بن محمد الإمام ، فأنفذه إبراهيم الى خُراسان ، وأمر أهل الدعوة بإطاعته والانقياد الى أمره ورأيه فقوي أمره وظهر سلطانه ، وأظهر السواد ، وصار زينة في اللباس والأعلام والبنود ، وكان أول من سوَّد من أهل خراسان بنيسابور وأظهر ذلك فيهم أسيد بن عبد الله ، ثم نمى ذلك في الأكثر من المدن والكُوَر بخراسان ، وقوي أمر أبي مسلم ، وضعف أمر نصر بن سيَّار صاحب مروان بن محمد الجعدي على بلاد خراسان ، وكانت له مع أبي مسلم حروب أكثر فيها أبو مسلم الحيل والمكايد من تفريقه بين اليمانية والنزارية بخراسان وغير ذلك مما احتال به على عدوه ، وقد كان لنصر بن سَيَّار حروب كثيرة مع الكرماني إلى أن قتل ، أتيْنا على ذكرها في كتابينا « أخبار الزمان » والأوسط ، وذكرنا بدء أخبار الكرماني جديع بن علي ، وما كان بينه وبين سَلْم بن أحْوَزَ صاحب نصر بن سيَّار ، وما كان من أمر خالد بن برمك ، وقحْطبة بن شبيب ، وغيرهما من الدُّعاة والمقيمين بخراسان للدعوة العباسية : كسليمان ابن كثير ، وأبي داود خالد بن إبراهيم ، ونظرائهم ، وما كان من شعارهم عند إظهار الدعوة ، وندائهم حين الحروب : محمد يا منصور ، والسبب الذي له ومن أجله أظهروا استعمال السواد دون سائر الألوان . بين نصر بن سيار ومروان بن محمد الجعدي : وطالت مكاتبة نصر بن سيّارٍ مروانَ ، وإعلامه بما هو فيه ، وإظهار أمر العباسية ، وتزايده في كل وقت ، فكان فيما كتب به إليه إعلامه بحال أبي مسلم وحال من معه ، وأنه كشف عن أمره وبحث عن حاله ، فوجده يدعو الى ابراهيم بن محمد بن
239
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 239