نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 210
بالمدينة ، وحدثته بعض أحاديثه ، فضحك هشام ، وقال : اكتبوا الى إبراهيم بن هشام ، وكان عامله على المدينة ، في حَمله إلينا ، فلما ختم الكتاب أطرق هشام طويلًا ، ثم قال : يا أبرش ، هشام يكتب الى بلد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحمل اليه منه مضحك ، لاها الله ، ثم تمثل : < شعر > إذا أنت طاوعت الهوى قادك الهوى الى بعض ما فيه عليك مقال < / شعر > وأوقف [1] الكتاب . أمثلة من بخل هشام : وذكر أن هشاما أهدى له رجل طائرين ، فأعجب بهما ، فقال له الرجل : جائزتي يا أمير المؤمنين ، قال ويلك وما جائزة طائرين ؟ قال له : ما شئت ، قال : خذ أحدهما ، فقصد الرجل لأحسنهما فأخذه ، فقال له هشام : وتختار أيضا ؟ قال : نعم والله أختار ، فقال : دَعْه ، وأمر له بدريهمات . ودخل هشام بستاناً له ومعه ندماؤه فطافوا به ، وبه من كل الثمار ، فجعلوا يأكلون ويقولون : بارك الله لأمير المؤمنين ، فقال : وكيف يبارك لي فيه وأنتم تأكلونه ؟ ! ثم قال : ادع قيمه ، فدعا به ، فقال : اقلع شجره واغرس فيه زيتونا حتى لا يأكل منه احد شيئاً . وكتب اليه ابنه سليمان : إن بغلتي قد عجزت ، فإن رأى امير المؤمنين ان يأمر لي بدابة ، فكتب إليه هشام : قد فهم أمير المؤمنين كتابك ، وما ذكرت من ضعف دابتك ، وقد ظن أن ذلك من قلة تعاهدك لعلفها وضياع العلف ، فقم عليها بنفسك ، ولعلّ امير المؤمنين يرى رأيه في حملانك . ونظر هشام الى رجل على برذون طخاري ، فقال : من أين لك هذا ؟ قال : حملني عليه الجنيد بن عبد الرحمن ، قال : وقد كثرت الطخارية حتى ركبها العامة ؟ لقد مات عبد الملك وفي مربطه برذون واحد طخاري ،