نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 17
يحدث نفاقك ، وقد كان أبي أو تر قوسه ، ورمى غرضه ، فشغب به من لم يبلغ عقبه ، ولا شق غُباره ، ونحن أنصار الدين الذي منه خرجت ، وأعداء الدين الذي فيه دخلت . ودخل قيس بن سعد بعد وفاة علي ووقوع الصلح في جماعة من الأنصار على معاوية ، فقال لهم معاوية : يا معشر الأنصار ، بم تطلبون ما قبلي ؟ فو الله لقد كنتم قليلا معي كثيراً عليَّ ، ولفللتم حدَّي يوم صِفينَ حتى رأيت المنايا تلظَّى في أسنتكم ، وهجوتموني في أسلافي بأشد من وقع الأسنة ، حتى إذا أقام الله ما حاولتم ميله قلتم : ارْعَ فينا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هيهات يأبى الحقين العذرة ، فقال قيس : نطلب ما قبلك بالإسلام الكافي به الله ، لا بما تمتُّ به إليك الأحزاب ، وأما عداوتنا لك فلو شئت كففتها عنك ، وأما هجاؤنا إياك فقول يزول باطله ويثبت حقه ، وأما استقامة الأمر فعلى كره كان منا ، وأما فلُّنا حدك يوم صفين فإنا كنا مع رجل نرى طاعته طاعة لله ، وأما وصية رسول الله بنا فمن آمن به رعاه بعده ، وأما قولك يأبى الحقين العذرة فليس دون الله يد تحجزك منايا معاوية ، فقال معاوية يموه : ارفعوا حوائجكم . وقد كان قيس بن سعد من الزهد والديانة والميل الى علي بالموضع العظيم ، وبلغ من خوفه الله وطاعته إياه أنه كان يصلي فلما أهوى للسجود إذا في موضع سجوده ثعبان عظيم مطوق ، فمال عن الثعبان برأسه ، وسجد الى جانبه ، فتطوق الثعبان برقبته ، فلم يقصر من صلاته ولا نقص منها شيئاً ، حتى فرغ ، ثم أخذ الثعبان فرمى به ، كذلك ذكر الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا .
17
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 17