responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 123


فعوى عُواء الذئاب ، فنزل الملك عن سريره ، فنهق نهيق الحمير ، فمضى الملك هارباً ، ومضى الغلمان يتبعون الأثر والصوت ، فكلما دنَوْا منه ترك ذلك الصوت وأحدث صوتاً آخر من أصوات البهائم ، فأحجموا عنه ، ثم اجتمعوا فاقتحموا عليه فأخرجوه ، فلما نظروا اليه قالوا للملك : هذا مرزبان المضحك ، فضحك الملك ضحكاً شديداً ، وقال له : ويلك ! ما حملك على هذا ؟ قال : ان الله مسخني كلباً وذئباً وحماراً وكل خلق لما غضبتَ عليّ ، فأمر الملك بالخلع عليه ، ورده الى مرتبته التي كان فيها ، وتجدد للملك به سرور ، فقال روح للوليد : إذا اطمأن المجلس بأمير المؤمنين فاسألني عن عبد الله بن عمر هل كان يمزح أو يسمع مُزَاحاً ؟ قال الوليد : أفعل ، وكان ابن عمر صاحب سلامة لا يمزح ولا يعرف شيئاً من المزاح ، فتقدَّم الوليد وسبقه بالدخول ، فتبعه روح ، فلما اطمأن بهما مجلس عبد الملك قال الوليد لروح : يا أبا زرعة ، هل كان ابن عمر يمزح أو يسمع المزاح ، قال روح : حدثني ابن أبي عتيق ان امرأته عاتكة بنت عبد الرحمن المخزومية هجته فقالت :
< شعر > ذهَبَ الإله بما تعيش به وقُمِرْتَ عيشكَ أيّما قمر أنفقتَ مالَك غير محتشِم في كل زانيةٍ وفي الخمر < / شعر > وكان ابن أبي عتيق صاحب غزل وفكاهة ، فأخذ هذين البيتين في رقعة وخرج بهذا الشعر فإذا هو بابن عمر ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ، انظر في هذه الرقعة وأشرْ عليّ برأيك فيها ، فلما قرأها عبد الله استرجع ، فقال له :
ما ترى فيمن هجاني بهذا الشعر ؟ قال : أرى أن تعفو وتصفح ، قال : والله يا أبا عبد الرحمن لئن لقيته [1] بناحية لأنيكنه نيكاً جيداً ، فأخذت ابن عمر أفكل ورعدة واربدَّ لونه ، وقال : ما لك غضب الله عليك ؟ قال : ما



[1] في نسخة : لئن لقيت صاحبه .

123

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست