responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 11


من يخبرني عن الجود والنجدة والمروءة ؟ فقال عبد الله : يا أمير المؤمنين ، أما الجود فابتذال المال ، والعطية قبل السؤال ، وأما النجدة فالجراءة على الأقوام ، والصبر عند ازورار الأقدام ، وأما المروءة فالصلاح في الدين ، والإصلاح للمال ، وو المحاماة عن الجار . ولما صرف علي رضي الله عنه قيس بن سعد بن عُبادة عن مصر وجه مكانه محمد بن أبي بكر ، فلما وصل إليها كتب الى معاوية كتاباً فيه : من محمد بن أبي بكر ، إلى الغاوي معاوية بن صخر ، أما بعد ، فإن الله بعظمته وسلطانه خلق خلقه بلا عبَثٍ منه ، ولا ضعف في قوته ، ولا حاجة به الى خلقهم ، ولكنه خلقهم عبيداً ، وجعل منهم غوياً ورشيداً ، وشقياً وسعيداً ، ثم اختار على علم واصطفى وانتخب منهم محمداً صلى الله عليه وسلم ، فانتخبه بعلمه ، واصطفاه برسالته ، وائتمنه على وحيه ، وبعثه رسولا ومبشراً ونذيراً ووكيلا ، فكان أول من أجاب وأناب وآمن وصدق وأسلم وسلم أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب : صدقه بالغيب المكتوم ، وآثره على كل حميم ، ووقاه بنفسه كل هوْل ، وحارب حربه ، وسالم سلمه ، فلم يبرح مبتذلًا لنفسه في ساعات الليل والنهار والخوف والجوع والخضوع حتى برز سابقاً لا نظير له فيمن اتبعه ، ولا مقارب له في فعله ، وقد رأيتك تساميه وأنت أنت ، وهو هو ، أصدق الناس نية ، وأفضل الناس ذرية ، وخير الناس زوجة ، وأفضل الناس ابن عم : أخوه الشاري بنفسه يوم مؤتة ، وعمه سيد الشهداء يوم أحد ، وأبوه الذابُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن حوزته ، واللعين ابن اللعين لم تزل أنت وأبوك تبغيان لرسول الله صلى الله عليه وسلم الغوائل ، وتجهدان في إطفاء نور الله ، تجمعان على ذلك الجموع ، وتبذلان فيه المال ، وتؤلِّبان عليه القبائل ، وعلى ذلك مات أبوك ، وعليه خلفْته ، والشهيد عليك من تدنى ويلجأ

11

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست