نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 80
نعم ، قال : فما دَهَمَكِ فأذهب محمودات شيمك ؟ وأين تتابع نعمتك وسطوات نقمتك ؟ فقالت : يا عمرو ، إن للدهر لسطوات وعثرات وعبرات ، تعثر بالملوك وأبنائهم ، فتخفضهم بعد رفعة ، وتفردهم بعد منعة ، وتذلهم بعد عزة ، إن هذا لأمر كنا ننتظره ، فلما حل بنا لم ننكره ، قال : فأكرمها سعد ، وأحسن جائزتها ، فلما أرادت فراقه قالت : حتى أحييك بتحية [1] ملوكنا بعضهم لبعض ، لا نَزَعَ الله من عبد صالح نعمة إلا جعلك سبباً لردها عليه ! ثم خرجت من عنده فلقيها نساء المدينة ، فقلن لها : ما فعل بك الأمير ؟ قالت : حاط لي ذمتي ، وأكرم وجهي ، إنما يكرم الكريمَ الكريمُ . وسنذكر خبر هند بنت النعمان مع المغيرة بن شعبة أيام إمرته على الكوفة ، فيما يرد من هذا الكتاب ، عند ذكرنا لأخبار معاوية بن أبي سفيان . قال أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي : فهؤلاء ملوك الحيرة الى أن ظهر الإسلام فأظهره الله ، وأذل الكافرين ، فجميع من سمينا من هؤلاء الملوك من ولد عمرو بن عدي بن أخت جذيمة الأبرش ، على حسب ما قدمنا آنفاً في صدر هذا الباب ، ثم جاء الاسلام وملكُ الفرس كسرى أبرويز بن هرمز ، فملَّك على العرب بالحيرة إياسَ بن قَبيصة الطائي ، فكان ملكه تسع سنين ، ولثمانية أشهر [2] ، مَضتْ من ملك إياس ، كان مبعث رسول الله صلى عليه وسلم ، ثم ملك الحيرة جماعة من الفرس ، وقد كان قبل عمرو بن عدي ملوك على الحيرة على حسب ما ذكرنا ، وكان عدة الملوك بالحيرة ثلاثة وعشرين ملكا من بني نصر وغيرهم من العرب والفرس ، وكان مدة ملكهم ستمائة سنة واثنتين وعشرين سنة وثمانية أشهر ، وقد قيل : إن عُمران الحيرة وبدوه
[1] في بعض النسخ : حي أختك بتحية . [2] في بعض النسخ : ولست سنين وثمانية أشهر .
80
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 80