نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 53
أرضه ، وقد أنفذت إلى الملك ناصيتي فليجزها بيده ، وبدمي في قارورة فليهرقه ، وبجراب من تربة بلادي فليطأه بقدميه ، وليطفئ الملك عني غضبه فقد أبررت يمينه ، وهو على سرير ملكه ، فلما وصل ذلك إلى النجاشي استصوب رأيه ، واستحسن عقله ، وصفح عنه ، وكان ذلك في ملك قباذ ملك فارس . وأبرهة أبو يكسوم [1] هو الذي سار باصحاب الفيل الى مكة لإخراب الكعبة ، وذلك لأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنو شروان ، فعدل الى الطائف فبعثت معه ثقيف بأبي رُغال ليدلَّه على الطريق السهل الى مكة ، فهلك أبو رُغَال في الطريق بموضع يقال له المُغَمَّس بين الطائف ومكة ، فَرُجِمَ قبره بعد ذلك ، والعرب تتمثل بذلك ، وفي ذلك يقول جرير بن الخطفي في الفرزدق : < شعر > إذا مات الفرزدق فارْجُمُوه كما تَرْمُونَ قبْرَ أبي رُغَال < / شعر > قال المسعودي رحمه الله : وقيل : إن أبا رُغَال وجَّهَه صالح النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات الأموال ، فخالف أمره ، وأساء السيرة ، فوثب عليه ثقيف - وهو قَسِّي بن منبه - فقتله قتلة شنيعة لسوء سيرته في أهل الحرم ، فقال غيلان بن سلمة [2] وذكر قسوة أبيهم ثقيفٍ على أبي رُغَال : نحن قسيّ وقسا أبونا ، وفي ذلك يقول أمية بن أبي الصلت الثقفي : < شعر > نَفَوْا عن أرضهم عَدْنَانَ طُرّا وكانوا للقبائل قاهرينا < / شعر > < شعر > وهم قتلوا الرئيس أبا رُغَال بمكة إذ يسوق بها الوضينا < / شعر > وفي ذلك عمرو بن دراك العبدي :
[1] وفي نسخة : أبرهة الأشرم بن يكسوم . [2] وفي نسخة : عيلان بن سلمة .
53
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 53