نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 403
وما قاله في ذلك ، وما اكره عليه ، وتأنيبه لهم بعد الحكومة ، وما تقدم الحكومة من تحذيره إياهم منها حين ألحوا في تحكيم أبي موسى الأشعري وعمرو ، وحيث قال : ألا إن القوم قد اختاروا لأنفسهم أقرب الناس مما يحبون ، واخترتم لأنفسكم أقرب الناس مما تكرهون ، إنما عهدكم بعبد الله بن قيس بالأمس وهو يقول : ألا إنها فتنة ، فقطِّعوا فيها أوتاركم وكسروا قسيَّكم ، فإن يك صادقاً فقد أخطأ في مسيره غير مستكره عليه ، وإن يك كاذباً فقد لزمته التهمة ، وهذا كلام أبي موسى في تخذيله الناسَ ، وتحريضهم على الجلوس وتثبيطهم عن أمير المؤمنين علي في حروبه ومسيره إلى الجمل وغيره ، ثم ما قاله في بعض مقاماته في معاتبته لقريش ، وقد بلغه عن أناس منهم ممن قعد عن بيعته ونافق في خلافته كلام كثير ، فقال : وقد زعمت قريش أن ابن أبي طالب شجاع ولكن لا علم له بالحروب ، ترِبَت أيديهم ! وهل فيهم أشد مِراساً لها مني ؟ لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين ، وها أنا ذا قد أربيت على نيف وستين ، ولكن لا رأيَ لمن لا يُطاع . قال المسعودي : وإذا قد تقدم ذكرنا لجملٍ من أخبار الجمل وصفين والحكمين ، فلنذكر الآن جوامع من أخبار يوم النهروان ، ونعقب ذلك بذكر مقتله عليه السلام ، وإن كنا قد أتينا على مبسوط سائر ما تقدم لنا في هذا الكتاب ، وما تأخر ، فيما سلف من كتبنا ، والله أعلم .
403
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 403