responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 2  صفحه : 388


فأصيب على ما قدمنا آنفاً ، فأراد معاوية أن يمثل به ، فقال له عبد الله بن عامر وكان صديقاً لابن بديل : والله لا تركتك وإياه ، فوهبه له ، فغطاه بعمامته وحمله فواراه ، فقال له معاوية : قد والله واريت كبشاً من كباش القوم وسيداً من سادات خزاعة غير مدافع ، والله لو ظفرت بنا خزاعة لأكلونا ، ولو أنا من جَنْدَل ، دون هذا الكبش ، وأنشأ يقول متمثلًا :
< شعر > أخو الحرب إن عضَّتْ به الحرب عضها وإن شمَّرت يوماً به الحرب شمرا كليث هِزَبْرٍ كان يحمي ذِماره رمته المنايا قصدها فتقطرا < / شعر > ونظر علي إلى غسان في مصافهم لا يزولون ، فحرض أصحابه عليهم ، وقال : إن هؤلاء لن يزولوا عن موقفهم دون طعن يخرج منه النسيم ، وضرب يفلق الهام ويصجُّ العظام ، وتسقط منه المعاصم والأكف ، وحتى تشدخ جباههم بعُمُد الحديد ، وتنتثر لممهم على الصدور والأذقان ، أين أهل الصبر وطلاب الأجر ؟ فثاب اليه عصابة من المسلمين من سائر الناس ، فدعا ابنه محمداً ، فدفع اليه الراية وقال :
امْشِ بها نحو هذه الراية مشياً رويداً ، حتى إذا أشرعت في صدورهم الرماح ، فأمسك حتى يأتيك أمري ، ففعل ، وأتاه علي ومعه الحسن والحسين وشيوخ بدر وغيرهم من الصحابة ، وقد كردس الخيل ، فحملوا على غسان ومن يليها ، فقتلوا منها بشرا كثيراً ، وعادت الحرب في آخر النهار كحالها في أوله ، وحملت ميمنة معاوية وفيها عشرة آلاف من مذحج وعشرون ألفاً مقنعون في الحديد على ميسرة علي ، فاقتطعوا ألف فارس ، فانتدب من أصحاب علي عبد العزيز ابن الحارث الجعفي ، وقال لعلي : مرني بأمرك ، فقال : شدّ الله ركنك ! سِرْ حتى تنتهي الى إخواننا المحاط بهم ، وقل لهم : يقول لكم علي : كبروا ثم احملوا ونحمل حتى نلتقي ، فحمل الجعفي ، فطعن في

388

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 2  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست