نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 340
المشرق والمغرب - الآية ) فقال عثمان : أترون بأساً ان نأخذ مالا من بيت مال المسلمين فنفقه فيما ينوبنا من أمورنا ونعطيكموه ؟ فقال كعب : لا بأس بذلك ، فرفع ابو ذر العصا فدفع بها في صدر كعب وقال : يا ابن اليهودي ما أجرأك على القول في ديننا ! فقال له عثمان : ما أكثر أذاك لي ! غيِّب وجهك عني فقد آذيتنا ، فخرج ابو ذر الى الشام ، فكتب معاوية الى عثمان : إن أبا ذر تجتمع اليه الجموع ، ولا آمن ان يفسدهم عليك ، فإن كان لك في القوم حاجة فاحمله إليك ، فكتب اليه عثمان بحمله ، فحمله على بعير عليه قتَبٌ يابس معه خمسة من الصقالبة يطيرون به ، حتى أتوا به المدينة وقد تسلخت بواطن أفخاذه وكاد أن يتلف ، فقيل له : انك تموت من ذلك ، فقال : هيهات لن أموت حتى أنفى . وذكر جوامع ما ينزل به بعد ، ومن يتولى دفنه ، فأحسن اليه عثمان في داره أياماً ، ثم دخل اليه فجلس على ركبتيه وتكلم بأشياء ، وذكر الخبر في ولد أبي العاص إذا بلغوا ثلاثين رجلا اتخذوا عباد الله خوَلًا ، ومرَّ في الخبر بطوله ، وتكلم بكلام كثير ، وكان في ذلك اليوم قد أتى عثمان بتركة عبد الرحمن بن عوف الزهري من المال ، فنثرت البِدَر حتى حالت بين عثمان وبين الرجل القائم ، فقال عثمان : إني لأرجو لعبد الرحمن خيراً ، لأنه كان يتصدق ، ويَقري الضيف ، وترك ما ترون ، فقال كعب الأحبار : صدقت يا امير المؤمنين ، فشال ابو ذر العصا ، فضرب بها رأس كعب ، ولم يشغله ما كان فيه من الألم ، وقال : يا ابن اليهودي تقول لرجل مات وترك هذا المال : إن الله أعطاه خير الدنيا وخير الآخرة ، وتقطع على الله بذلك ، وانا سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « ما يسرني ان اموت وادع ما يزن قيراطاً » فقال له عثمان : وارِ عني وجهك ، فقال : اسير الى مكة ، قال : لا والله ، قال :
340
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 340