نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 198
الجنين ، فتجد السوق [1] في بدئه ثلاثة من كل واحد من الاغصان الأصول ، وهي : الشريان الأعظم ، والعرق الأجوف ، والنخاع ، ثم تجد كل واحد من هذه تتشعب منه شعب كالأغصان المنقسمة الى اغصان اخر حتى ينتهي الى الاطراف ، ثم قال بعد ذلك : ان المني هو المحرك لنفسه ، وإن الجنين يكون من الرجل والمرأة ودم الطمث . وحكى جالينوس عن أنبدقلس [2] ان اجزاء الولد منقسمة في مني الذكر والأنثى وان شهوة الجماع تسوق هذه الاجزاء الى الالتئام [3] ، وهذا موجود في كتاب انبدقلس [4] الكبير وفيما ذكره من مذهبه في كيفية تركيب العالم واتصال النفس بعالمها وغير ذلك . وقد ذهب قوم من اهل القدم الى ان ذلك هو اجزاء تخرج من أعضاء الإنسان لطيفة من جنس سائر أعضاء الإنسان ، فتنصب في الرحم ، فيتغذى منه وينمو ، فيكون من ذلك الجنين . يشبه الولد أباه وأهل بيت أبيه : ومنهم من رأى ان هذه الاجزاء الواردة من سائر أعضاء الذكر تقاربها مواد من الرحم ومن ماء المرأة عند اجتماعهما فيكون الجنين من ذلك ، فمن ذلك صار الولد يشبه أباه في الاغلب من سائر الأعضاء ويشاكله واهل بيت ابيه ، ولهذا وقع الشبه بين البنين والآباء في الأغلب من تشابه الأعضاء ، ومن ههنا أدركت القيافة إلحاق النسب عند الشبه والشك في النسب ، وذلك على قول من رأى إلحاق النسب بالقيافة من الفقهاء [5] ، وقد تقدم الكلام في هذا المعنى فيما سلف من هذا الكتاب في باب القيافة . وللناس في كيفية تصور الجنين في الرحم وما بدؤه وما عنصره
[1] في نسخة : فتجد العرق . [2] في نسخة : عن أبيه بليس . [3] في نسخة : تسبق هذه الأجزاء الى أن لا ينام . [4] في نسخة : عن أبيه بليس . [5] في نسخة : من القافة .
198
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 198