نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 17
فخرت الناقة لوجهها ، ووجأ قدار لَبَّتَها فنحرها ، ولاذ السَّقْب بصخرة فلحقه بعضهم فعقره وفرقوا لحم الناقة [1] ، وورد صالح فنظر الى ما فعلوه ، فوعدهم العذاب ، وكان ذلك في يوم الأربعاء ، فقالوا له مستهزئين : يا صالح ، متى يكون ما وعدتنا به من العذاب عن ربك ؟ فقال : تصبح وجوهكم يوم مؤنس - وهو يوم الخميس - مصفرة ، ويوم العروبة محمرة ، ويوم شيار مسودة ، ثم يصبحكم العذاب يوم أول ، وسنذكر فيما يرد من هذا الكتاب أسماء الشهور والأيام بلغتهم ، فهَمَّ التسعة بقتل صالح ، وقالوا : ان كان صادقاً كنا قد عاجلناه قبل ان يعاجلنا ، وان كان كاذباً كنا قد ألحقناه بناقته ، فأتوه ليلا ، فحالت الملائكة بينهم وبينه ، وأمطرتهم الحجارة ، ومنعه الله منهم ، فلما أصبحوا نظروا الى وجوههم كما وعدهم صفراء كأنها الورْس : قد حالت الألوان ، وتغيرت الأجسام ، وتيقن القوم صدق الوعيد ، وان العذاب واقع بهم ، وخرج صالح في ليلة الأحد من بين ظهرانيهم مع من خَفّ من المؤمنين ، فنزل موضع مدينة الرملة من بلاد فلسطين ، وأتاهم العذاب يوم الأحد ، وفيهم يقول بعض من آمن بصالح عليه السلام : [2] < شعر > أراكم يا رجال بني عتيد كأن وجوهكم طُلِيَتْ بوَرْس ويوم عروبة احْمَرَّتْ وجوه مُصَفَّرَة ، ونادوا يال مرس ويوم شيار فاسودت وجوه من الحيين قبل طلوع شمس فلما كان أول في ضحاه أتتهم صَيْحَة عَمَّتْ بِتَعْس < / شعر > وفيهم يقول حباب بن عمر ، وكان ممن اعتزلهم من المؤمنين وبان عن ديارهم :
[1] سقطت هذه الجملة من بعض النسخ . [2] لا توجد هذه الأبيات في بعض النسخ .
17
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 17