نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 159
فهذه جملتها ، وقد أوضحنا هذا في كتابنا « الرؤيا والكمال » [1] وفي كتاب « طب النفوس » فلا وجه لإطنابنا في هذا الموضع من كتابنا هذا ، إذ كان هذا الكتاب كتاب خبر لا كتاب بحثٍ ونظر . وإنما تغلغل بنا الكلام لما تشعب من مذاهبهم في إخبارنا عنهم ، ولم نعرض في هذا الكتاب لما ذهبت إليه الناس في تحديد النفس ، وما قاله أفلاطون في تحديده للنفس إن النفس جوهر محرك [2] للبدن ، وما حده صاحب المنطق أن حد النفس كمال الجسم الطبيعي ، وحدها من وجه آخر أنه حَيٌّ بالقوة ، ولا للفرق بين النفس والروح ، لأن الفرق بينهما أن الروح جسم والنفس لا جسم ، وأن الروح يحويه البدن ، وأن النفس لا يحويها البدن ، وأن الروح إذا فارق البدن بطل والنفس تبطل أفعالها في البدن ، ولا تبطل هي في ذاتها ، والنفس تحرك البدن وتنيله الحس ، وقد ذكر أفلاطون في كتاب السياسة المدنية نهر البستان وما يلحق الإنسان من صفات النفس الداخلة على النفس الناطقة ، وذكر أفلاطون في كتابه إلى طيماوس [3] ، وفي كتاب فاردون [4] ، وكيفية مقتل سُقْراط الحكيم وما تكلم في ذلك في النفس والصورة . وقد تكلم الناس في طبقات النفوس وصفاتها من أصحاب الاثنين [5] وغيرهم من الفلاسفة ، ثم تنازع أهل الإسلام في ماهية [6] الإنسان الحساس الدرَّاك المأمور المنهي ، وما قالته المتصوفة وأصحاب المعارف والدعاوى في طبقات النفوس من النفس المطمئنة ، والنفس
[1] في نسخة : في كتاب النهى والكمال . [2] في نسخة : جوهر ليس بمحرك للبدن . [3] في نسخة : طسماويس . [4] في نسخة : قارون . [5] في نسخة : من أصحاب الألسن وغيرهم . [6] في نسخة : في هيئة الإنسان الحساس .
159
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 159