نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 142
الناس ، وعن يمين قبره أربع جوار من حجارة ، وعلى يساره أربع جوار من حجارة ، كلهن صاحبة شَعْر منشور محتجرات على قبر كالنائحات عليه ، لم ير مثل بياض أجسامهن وجمال وجوههن ، مَثَّلهن الجن على قبره ، ولم يكنَّ قبل ذلك ، والجواري بالنهار كما وصفنا فإذا هدأت العيون ارتفعت أصوات الجن بالنياحة عليه ، ونحن في منازلنا نسمع ذلك ، إلى ان يطلع الفجر فإذا طلع الفجر [1] سكتن وهدأن ، وربما مر المار فيراهن فيفتتن بهن فيميل إليهن عجباً بهنَّ فإذا دنا منهن وجدههن حجارة . وحدث يحيى بن عقاب الجوهري قال : حدثنا علي [2] قال أنبأني عبد الرحمن ابن يحيى المنذري ، عن أبي المنذر هشام الكلبي قال : حدثنا أبو مسكين بن جعفر بن محرز بن الوليد ، عن أبيه وكان مولى لأبي هريرة قال : سمعت محمد بن أبي هريرة [3] يحدث قال : كان رجل يكنى أبا البختري [4] مر في نفر من قومه بقبر حاتم طيّئ ، فنزلوا قريبا منه ، فبات أبو البختري يناديه : يا أبا الجعد ، أقْرِنَا ، فقال قومه له : مهلا ما تكلم رمَّةٍ بالية ؟ قال : إن طيئا تزعم أنه لم ينزل به أحد قط إلا قَرَاه ، وناموا ، فلما أن كان في آخر الليل قام أبو البختري مذعوراً فزعا ينادي : وارحلتاه فقال له أصحابه : ما بدا لك ؟ قال : خرج حاتم من قبره بالسيف وأنا أنظر ، حتى عقر ناقتي ، قالوا له : كذبت ، ثم نظروا إلى ناقته بين نوقهم مُجَدَّلة لا تنبعث ، فقالوا له : قَدْ والله قَرَاك ، فظلوا يأكلون من لحمها شواء وطبيخاً حتى أصبحوا ، ثم أردفوه ، وانطلقوا سائرين ، فإذا راكبُ بعيرٍ يقود آخر قد لحقهم فقال : أيكم أبو
[1] زيادة في احدى النسخ . [2] زيادة في احدى النسخ . [3] زيادة في احدى النسخ . [4] في نسخة : أبا الخيبري .
142
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 142