نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 80
النصرانية - أن الثالث المعزّزَ به هو بولس وأن الاثنين المتقدمين اللذين أو دعا الحبس توما وبطرس ، فكان لهم مع ذلك الملك خطب عظيم طويل فيما أظهروا من الاعجاز والأعاجيب والبراهين : من إبراء الأكْمه والأبرص وإحياء الميت وحيلة بولس عليه بمداخلته إياه وتلطفه له ، واستنقاذ صاحبيه من الحبس ، فجاء حبيب النجار فصدقهم لما رأى من آيات الله عز وجل ، وقد أخبر الله عز وجل بذلك في كتابه بقوله : إذا أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما إلى قوله وجاء من أقصى المدينة رجل يَسْعى ، وقتل بولس وبطرس بمدينة رومية وصُلبا منسكين ، وكان لهما فيها خبر طويل مع الملك ومع سيما [1] الساحر ، ثم جعلا بعد ذلك في خزانة من البلور ، وذلك بعد ظهور دين النصرانية ، وحرمهما في كنيسة هناك قد ذكرناها في الكتاب الأوسط عند ذكرنا لعجائب رومية ، وأخبار تلاميذ المسيح عليه السلام وتفرقهم في البلاد ، وسنورد في هذا الكتاب لمعاً من أخبارهم ، إن شاء الله تعالى . اصحاب الأخدود : فأما اصحاب الأخدود فإنهم كانوا في الفترة في مدينة نجران باليمن في مُلْك ذي نواس وهو القاتل لذي شناتر ، وكان على دين اليهودية ، فبلغ ذا نواس أن قوماً بنجران على دين المسيح عليه السلام ، فسار اليهم بنفسه واحتفر لهم أخاديد في الأرض ، وملأها جمراً ، وأضْرَمها ناراً ، ثم عرضهم على اليهودية ، فمن تبعه تركه ومن أبى قذفه في النار ، فأتي بامرأة معها طفلها ابن سبعة أشهر ، فأبت أن تتخلَّى عن دينها ، فأدْنيَت من النار ، فجزعت ، فأنطق الله عز وجل الطفل ، فقال : يا امَّه امْضِ على دينك فلا