نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 76
يقال له حردوس [1] ، فقتل منهم على دم يحيى بن زكريا ألوفاً من الناس وهو يفور ، الى ان هدأ الدم بعد خَطْب طويل . مولد المسيح عليه السلام : ولما بلغت مريم ابنة عمران سبع عشرة سنة بعث الله عز وجل ، إليها جبريل فنفخ فيها الروح ، فحملت بالسيد المسيح عيسى عليه السلام ، وولدت بقرية يقال لها بيت لحم على أميال من بيت المقدس ، ولدته في يوم الأربعاء لأربع وعشرين ليلة خلت من كانون الاول ، وكان من أمره ما ذكره الله عز وجل في كتابه ، واتضح على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد زعمت النصارى ان أشيوع الناصري أقام على دين من سلف من قومه يقرأ التوراة والكتب السالفة في مدينة طبرية من بلاد الأردن في كنيسة يقال لها : المدراس ، ثلاثين سنة ، وقيل : تسعاً وعشرين سنة ، وانه في بعض الأيام كان يقرأ في سفر أشعياء إذ نظر في السفر إلى كتاب من نور فيه : « أنت نبيي ، وخالصتي ، اصطفيتك لنفسي » : فأطبق السِّفْر ودفعه إلى خادم الكنيسة ، وخرج وهو يقول : الآن تمت المشيئة لله في ابن البشر ، وقد قيل إن المسيح عليه السلام كان بقرية يقال لها ناصرة من بلاد اللجون من أعمال الأردن وبذلك سميت النصرانية ، ورأيت في هذه القرية كنيسة تعظمها النصارى وفيها توابيت من حجارة فيها عظام الموتى يسيل منها زيت ثخين كالرُّبِّ تتبرك به النصارى ، وأن المسيح مر ببحيرة طبرية وعليها أناس من الصيادين وهم بنو زبدا ، واثنا عشر من القصارين فدعاهم الى الله وقال : اتبعوني تصيدوا البشر ، فاتبعه ثلاثة من الصيادين ، وهم بنو زبدا واثنا عشر من القصارين ، وقد ذكر أن ميروحنا وشمعون وبولس ولوقا هم الحواريون الأربعة الذين تلقوا الإنجيل ، فألفوا خبر عيسى عليه السلام ، وما كان من أمره وخبر مولده ، وكيف عَمده يحيى بن زكريا وهو يحيى المعمداني في بحيرة