نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 72
وملك بعده نوفا بن عدل عشر سنين وقيل : ست عشرة سنة ، ومَلَكَ بعده أجام فأظهر عبادة الأصنام وطغى وأظهر البَغْيَ ، فصار إليه بعض ملوك بابل ، وكان يقال له فلعيعس وكان من عظماء ملوك بابل ، وكان للاسرائيليِّ معه حروب إلى أن أسره البابلي ، وخرَّب مدن الأسباط ومساكنهم ، وكان في أيامه تنازع بين اليهود في الديانة ، فشذ منهم الأسامرة ، وأنكروا نبوة داود عليه السلام ومن تلاه من الأنبياء ، وأبوا أن يكون بعد موسى نبي ، وجعلوا رؤساءهم من ولد هرون بن عمران ، والأسامرة في وقتنا هذا ، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة ، ببلاد فلسطين والأردن ، وفي قرى متفرقة مثل القرية المعروفة بعارا وهي بين الرملة وطبرية ، وغيرها من القرى الى مدينة نابلس ، وأكثرهم في هذه المدينة ، أعني نابلس ، ولهم جبل يقال له طوريك ، وللأسامرة عليه صلوات في أوقاتها ، ولهم بوقات من فضة يُنفخ فيها عند أوقات الصلاة ، وهم الذين يقولون : « لا مِسَاسَ » ويزعمون أن نابلس هي بيت المقدس وهي مدينة يعقوب النبي عليه السلام وهناك مرعاه ، وهما صنفان متباينان كتباينهم لسائر اليهود ، وأحد الصنفين يقال له الكوسان ، والآخر دروسان ، أحد الصنفين يقول بقدم العالم ومعانٍ غير ذلك أعرضنا عن ذكرها مخافة التطويل ، وأن كتابنا هذا كتاب خبر لا كتاب آراء ونِحَلٍ . وكان ملك أجام إلى أن أسره الملك البابلىُّ سبع عشرة سنة ، ولما أسر الملك أجام ، ملك ولد له يقال له حزقيل بن أجام فأظهر عبادة الرحمن وأمر بتكسير التماثيل والأصنام ، وفي ملكه سار سنجاريب ملك بابل إلى بيت المقدس وكانت له حروب كثيرة مع بني إسرائيل ، وقتل من أصحابه خلق كثيرون ، وسبى من الأسباط عدداً كثيراً ،
72
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 72