responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 398


ذات رأي وحزم ، يقال لها « دلوكة » فبنت على بلاد مصر حائطاً يحيط بجميع البلاد ، وجعلت عليه المحارس والأحراس [1] والرجال متصلة أصواتهم يقرب بعضهم من بعض ، وأثر هذا الحائط باقٍ إلى هذا الوقت ، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة ، يعرف بحائط العجوز ، وقيل : إنما بنته خوفاً على ولدها وكان كثير القنص ، فخافت عليه من سباع البر والبحر واغتيال من جاور أرضهم من الملوك والبوادي ، فحوَّطت الحائط من التماسيح وغيرها ، وقد قيل في ذلك من الوجوه غير ما ذكرنا ، فملكتهم ثلاثين سنة ، وقيل : أقل من ذلك ، واتخذت بمصر البرابي والصور ، وأحكمت آلات السحر ، وجعلت في البرابي صور من يرد من كل ناحية ، ودوابهم إبلًا كانت أو خيلًا ، وصورت ما يرد في البحر من المراكب من بحر المغرب والشام ، وجمعت في هذه البرابي العظيمة المشيدة البنيان أسرار الطبيعة وخواص الأحجار والنبات والحيوان ، من الجاذبة والدافعة [2] ، وجعلت ذلك في أوقات حركات فلكية واتصالها بالمؤثرات العلوية ، وكانوا إذا ورد إليهم جيش من نحو الحجاز أو اليمن عورت تلك الصورة التي في البرابي من الإبل وغيرها ، فيتعور ما في ذلك الجيش ، وينقطع عنهم ناسه وحيوانه ، وإذا كان الجيش من نحو الشام فعل في تلك الصور التي من تلك الجهة التي أقبل منها جيش الشام ما فعل بما وصفنا قبلها فيحدث في ذلك الجيش من الآفات في ناسه وحيوانه ما صنع في تلك الصور التي من تلك الجهة ، وكذلك ما ورد من جيوش الغرب ، وما ورد في البحر من رومية والشام وغير ذلك من الممالك ، فهابتهم الملوك



[1] في بعض النسخ « والأجراس » .
[2] في بعض النسخ « من الحادية والبادية » .

398

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست