نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 381
واتخذ ذلك في أيام سليمان بن عبد الملك بن مروان ، وهو المقياس الذي يعمل عليه في وقتنا هذا - وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة - بالفسطاط ، وقد كان من سلف يقيسون بالمقياس الذي بمنف ، ثم ترك استعماله ، وعمل على مقياس الجزيرة المعمول في أيام سليمان بن عبد الملك ، وفي هذه الجزيرة مقياس آخر لأحمد بن طولون ، والعمل عليه عند كثرة الماء ، وترادف الرياح ، واختلاف مهابها ، وكثرة الموج ، وقد كانت أرض مصر كلها تروى من ست عشرة ذراعاً عامرها وغامرها ، لما أحكموا من جسورها ، وبناء قناطرها ، وتنقية خلجانها ، وكان بمصر سبع خلجانات : فمنها خليج الاسكندرية ، وخليج سخا ، وخليج دمياط ، وخليج منف ، وخليج الفيوم ، وخليج سردوس ، وخليج المنهى . وكانت مصر فيما يذكر أهل الخبرة أكثر البلاد جنانا ، وذلك أن جنانها كانت متصلة بحافتي النيل من أوله إلى آخره ، من حد أسوان إلى رشيد ، وكان الماء إذا بلغ في زيادته تسعة أذرع دخل خليج المنهى وخليج الفيوم وخليج سردوس وخليج سخا ، وكان الذي ولي حفر خليج سردوس لفرعون عدو الله هامان ، فلما ابتدأ في حفره أتاه أهل القرى يسألونه أن يُجْري الخليج إلى تحت قراهم ، ويعطوه على ذلك ما أراد من المال ، وكان يعمل ذلك حتى اجتمعت له أموال عظيمة ، فحمل تلك الأموال إلى فرعون ، فلما وضعها بين يديه سأله عنها فأخبره بما فعل ، فقال فرعون : إنه ينبغي للسيد أن يعطف على عبيده ، ويفيض عليهم معروفه ، ولا يرغب فيما في أيديهم ، ونحن أحق من فعل هذا بعبيده ، فاردد على أهل كل قرية ما أخذته منهم ، ففعل ذلك هامان ، ورد على أهل
381
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 381