نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 354
بالخروج منه الى البحر الرومي ، وان في مدخله من بحر الروم مدينة تقرب من فم الخليج ، والخليج يطيف بالقسطنطينية من جهتين مما يلي الشرق ومما يلي الشمال ، وفي الجانب الجنوبي البر [1] ، وفيه باب الذهب مطلي على صفائح النحاس ، وهو عدة اسوار مما يلي الغرب ، وفيه قصر [2] واعلى اسوارها الغربية نحو من ثلاثين ذراعاً ، وقد ذكر انه أقل من ذلك ، وان أقصر موضع فيه عشرة اذرع ، واعلى موضع من سورها ما كان مما يلي الجنوب ، فاما ما كان مما يلي الخليج فسور واحد ، وفيه قصر وبواشير وأبراج كثيرة ، ولها أبواب كثيرة مما يلي البر والبحر ، وحولها كنائس كثيرة ، وقد قيل : ان لها ثلاثين بابا ، ومنهم من زعم ان عليها مائة باب صغاراً وكباراً ، وهو بلد عفن مختلف المهابِّ مرطب للأبدان لكونه بين ما وصفنا من هذه البحار . قال المسعودي : ولم تزل الحكمة باقية عالية [3] زمن اليونانيين ، وبرهة من مملكة الروم ، تعظم العلماء ، وتشرف الحكماء ، وكانت لهم الآراء في الطبيعيات والجسم والعقل والنفس ، والتعاليم الأربعة - أعني : الإرتماطيقي ، وهو علم الأعداد ، والجومطريقي ، وهو علم المساحة والهندسة ، والاسترنوميا ، وهو علم النجوم ، والموسيقى وهو علم تأليف اللحون - ولم تزل العلوم قائمة السوق ، مشرقة الأقطار [4] قوية المعالم ، شديدة المقاوم ، سامية البناء ، إلى أن تظاهرت ديانة النصرانية في الروم ، فعفوا معالم الحكمة ، وأزالوا رسمها ، ومحوا [5] سبلها ، وطمسوا ما كانت اليونانية أبانته ، وغيروا ما كانت القدماء منهم أوضحته .
[1] في بعض النسخ : ويلي منها الجانب الغربي البر . [2] سقطت هذه العبارة من بعض النسخ . [3] في بعض النسخ « تامية عالية » . [4] في بعض النسخ : مشرفة الاقطار . [5] في بعض النسخ : وعفوا سبلها .
354
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 354