نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 331
أيها الملك أن القنية توجب الخدمة [1] ، ولسنا نجد عاقلا من خدم غير ذاته ، واستعمل غير ما يصلح نفسه ، والذي يصلح النفس الفلسفة ، وهي صقالها وغذاؤها ، وتناول اللذات الحيوانية وغيرها من الموجودات ضد لها ، والحكمة سبيل إلى العلو وسلم إليه ، ومن عدم ذلك عدم القربة من بارئه ، واعلم أيها الملك أن بالعد ركب جميع العالم بجزئياته ، ولا يقوم بالجور ، والعدل ميزان البارئ جل وعز ، فكذلك حكمته مبرأة عن كل ميل [2] وزلل وأشبه الأشياء من أفعال الناس بأفعال بارئهم الإحسان إلى الناس ، وقد ملكت أيها الملك بسيفك وصولة ملكك وتأتيك في أمورك وانتظام سياستك أجسامَ رعيتك ، فَتَحَرَّ أن تملك قلوبهم بإحسانك إليهم ، وإنصافك لهم ، وعدلك فيهم ، فهي خزانة سلطانك ، فإنك إن قدرت أن تقول قدرت أن تفعل ، فاحترز من أن تقول تأمن من أن تفعل ، فالملك السعيد من تمت له رياسة أيامه [3] ، والملك الشقي من انقطعت عنه ، فمن تحرى في سيرته العدل استنار قلبه بعذوبة الطهارة . قال المسعودي رحمه الله : وخلَّى الإسكندر عن الفيلسوف لإبائه المقام معه فلحق بأرضه ، وللإسكندر مع هذا الفيلسوف مناظرات كثيرة في انواع من العلوم ومكاتبات ، ومراسلات ، جرت بين الاسكندر وبين كند ملك الهند ، وقد أتينا على مبسوطها والغرر من معانيها والزُّهْر [4] من عيونها في كتابنا » اخبار الزمان « . وأما القَدَحُ فامتحنه حين أدهقه بالماء وأورد عليه الناس فلم ينقص شربهم منه شيئاً ، وكان معمولا بضرب من خواص الهند
[1] في بعض النسخ « أن الغنية » . [2] في بعض النسخ « عيب وزلل » . [3] في بعض النسخ « من دامت رياسة أيامه » . [4] في بعض النسخ « والزمز من عيونها » .
331
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 331