نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 225
أسلم ، وهم غير مخالطين لهم الا عند حروب الكفار ، فلما تصافَّ القوم وبرزت المتنصرة أمام الروم ، خرج اليهم من كان قِبَلَ الترك من التجار المسلمين فدعوهم الى ملة الاسلام ، وأنهم إن دخلوا في أمان الترك أخرجوهم من بلادهم الى أرض الإسلام ، فأبوا ذلك ، وتواقفَ الفريقان في ذلك الوقت ، فكانت للمتنصرة والروم على الترك ، لأنهم كانوا في الكثرة أضعاف الترك ، وباتوا على مَصافِّهم ، وتشاور ملوك الترك الأربعة ، فقال لهم ملك بجناك : قلدوني التدبير في غداة غد ، فأنعموا له بذلك ، فلما أصبح جعل في جناح الميمنة كراديس كثيرة ، كل كردوس منها ألف ، وكذلك في جناح الميسرة ، فلما تصافَّ القوم خرجت الكراديس من ناحية الميمنة ، فرشقت في قلب الروم فصارت الى الميسرة ، وخرجت كراديس الميسرة ، فرشقت في قلب الروم فصارت الى موضع من خرج من جناح الميمنة ، واتصل الرمي ، واتصلت الكراديس كالرحى ، والقلب والميمنة والميسرة للترك ثابتة ، والكراديس تعمل عليها في اللفيق ألف ألف ، وذلك أن من خرج من كراديس الترك من جناح ميمنتهم كان يبتدئ فيرمي في جناح ميسرة الروم ، ويمر بميمنتهم فيرمي وينتهي الى القلب ، وما يخرج من كراديسهم من جناح الميسرة يرمي في جناح ميمنة الروم ، وينتهي الى الميسرة فيرمي ، وينتهي الى القلب فيرمي ، فيكون ملتقى الكراديس في القلب دائراً على ما وصفنا ، فلما نظرت المتنصرة والروم الى ما لحقهم من تَشَوُّش في صفوفهم ، وتواتر الرمي عليهم ، حملوا على القوم مشوشين في مصافهم فصادفوا صفوف الترك ثابتة فأخرجت لهم الكراديس ، فرشقتهم الترك كلها رشقاً واحداً ، فكان ذلك الرشق سبب هزيمة الروم ، وعقبهم الترك وغلبت الترك . .
225
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 225