نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 159
ما هناك ، ولما عدم العدل وفسدت النيات وكان من أمر الصين ما وصفنا التقى الفريقان جميعاً في هذا النصف ، ثم ركب هذا التاجر من مدينة كلة في مراكب الصينيين الى مدينة خانقوا ، وهي مرسى المراكب على حسب ما ذكرنا آنفاً ، وبلغ ملك الصين خبر المراكب وما فيها من الجهاز والأمتعة ، فسرح خصيا من خواص خدمه ممن يثق به في أسبابه ، وذلك ان اهل الصين يستعملون الخصيان من الخدم في الخراج وغيره من العمالات والمهمات وفيهم من يخصي ولده طلباً للرياسة واعتقاد النعمة ، فسار الخصي حتى أتى مدينة خانقوا ، وأحضر التجار ومعهم التاجر الخراساني ، فعرضوا عليه ما احتاج اليه من المتاع وما يصلح له ، فسأل الخراساني ان يحضر متاعه ، فأحضره ، وجرت بينهم محادثة ، ودار الأمر في التثمين للمتاع ، فأمر الخصي بسجن الخراساني وإكراهه ، وذلك انه زاده ثقة منه بعدل الملك ، فمضى الخراساني من فَوْره حتى أتى الى مدينة أنموا ، وهي دار الملك ، فوقف موقف المتظلم ، وذلك أن المتظلم إذا أتى من البلد الشاسع او غيره تقمص نوعا من الحرير الأحمر ووقف موضعاً قد رسم للظُّلامة ، وقد رتب بعض ملوك النواحي للقبض على من يرد من المتظلمين ، ويقف ذلك الموقف ، فيحمل مسيرة شهر من ارضهم على البريد ، ففعل ذلك بالتاجر الخراساني ، ووقف بين يدي صاحب تلك الناحية المرتب لما ذكرناه ، فأقبل عليه ، وقال : ايها الرجل لقد تعرضت لأمر عظيم ، وخاطرت بنفسك ، انظر إن كنت صادقاً فيما تخبر به ، وإلا فإن نقيلك ونردُّك من حيث جئت ، وكان هذا خطابه لمن يتظلم ، فإن رآه قد جزع وضرع في القول ضربه مائة خشبة ورده من حيث جاء ، وإن هو صبر على ما هو عليه حمل الى حضرة الملك ، وأوقف بين يديه ، وسمع كلامه ، فصم الخراساني في
159
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 159