نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 114
من خمسمائة فرسخ على ما يقول البحريون حَزْرا منهم لذلك لا على طريق التحصيل والمساحة ، وذكر جماعة من نَوَاخذة هذا البحر من السيرافيين والعمانيين وهم أرباب المراكب أنهم يشاهدون في هذا البحر - في الوقت الذي تكثر فيه زيادة النيل بمصر ، أو قبل الأوان بمدة يسيرة - ماء يخترق هذا البحر ويشقه من شدة جريانه ، يخرج من جبال الزنج ، عرضه اكثر من ميل عذباً حلواً ، يتكدر في إبان الزيادة بمصر وصعيدها ، فيها الشوهمان وهو التمساح الكائن في نيل مصر ، ويسمى أيضاً الورل . وقد زعم عمرو بن بحر الجاحظ أن نهر مهران الذي هو نهر السند من نيل مصر ، ويستدل على انه من النيل بوجود التماسيح فيه ، فلست أدري كيف وقع له هذا الدليل ، وذكر ذلك في كتابه المترجم بكتاب الأمصار وعجائب البلدان ، وهو كتاب في نهاية الغثاثة ، لأن الرجل لم يسلك البحار ، ولا أكثرَ الاسفار ، ولا تقرى المسالك والأمصار وإنما كان حاطب ليلٍ ، ينقل من كتب الورَّاقين ، أولم يعلم أن نهر مهران السند يخرج من أعين مشهورة من أعالي بلاد السند من أرض القنوج من مملكة بؤورة وأرض قشمير والقفندار والطافر حتى ينتهي الى بلاد المولتان ، ومن هناك يسمى مهران الذهب ، وتفسير المولتان فرج الذهب ، وصاحب مملكة المولتان رجل من قريش من ولد سامَةَ بن لؤي بن غالب ، والقوافل منه الى خراسان متصلة ، وكذلك صاحب مملكة المنصورة رجل من قريش من ولد هبَّار بن الأسود ، والملك في هؤلاء وملك صاحب المولتان متوارثان قديماً من صدر الإسلام ، ثم ينتهي نهر مهران الى بلاد المنصورة ويصب نحو بلاد الديبل في بحر الهند ، والتماسيح كثيرة في أجواف هذا البحر ، وفي خليج ميدايون من مملكة ياغر من ارض الهند
114
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 114