نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 105
لأن الشمس إذا صارت عليها استوى الليل والنهار في جميع البلدان ، فما كان من الفلك آخذاً من الجنوب الى الشمال يسمى العرض ، وما كان آخذاً من الشرق الى المغرب يسمى الطول ، والأفلاك مستديرة محيطة بالعالم ، وهي تدور على مركز الارض ، والأرض في وسطها مثل النقطة في وسط الدائرة ، وهي تسعة أفلاك ، فأقربها من الأرض فلك القمر ، وفوقه عُطارِد ، وفوق ذلك فلك الزُّهرة ، ثم فلك الشمس ، والشمس متوسطة الأفلاك السبعة ، وفوقها فلك المريخ ، وفوقه فلك المُشْتَري ، وفوق ذلك فلك زُحَل ، وفي كل فلك من هذه الأفلاك السبعة كوكب واحد فقط ، وفوق فلك زُحَل الفلك الثامن الذي فيه البروج الاثنتا عشر ، وسائر الكواكب في الفلك الثامن ، والفلك التاسع - وهو أرفع وأعظم جسماً ، وهو الفلك الأعظم - يحيط بالأفلاك التي دونه مما سمينا ، وبالطبائع الأربع ، وبجميع الخليقة ، وليس فيه كوكب ، ودَوْرُه من المشرق إلى المغرب في كل يوم دورة واحدة تامة ، ويدير بدورانه ما تحته من الأفلاك المتقدم وصفها ، وأما الأفلاك السبعة التي قدمنا ذكرها فإنها تدور من المغرب إلى المشرق ، وللأوائل فيما ذكرنا حجج يطول الخطب بها ، والكواكب المرئية المرتبة التي نشاهدها وسائر الكواكب في الفلك الثامن ، وهو يدور على قطبين غير قطبي الفلك الأعظم المتقدم ذكره ، وزعموا ان الدليل على أن حركة هذه البروج غير حركة الأفلاك هو أن البروج الاثنيْ عشر يتلو بعضها بعضاً في مسيرها ، ولا تنتقل عن أماكنها ، ولا تتغير حركتها في طلوعها وغروبها ، وأن الكواكب السبعة لكل واحد منها حركة خلاف حركة صاحبه ، ولها تفاوت في حركاتها ، فربما أسرع الكوكب في حركته ومسيره وربما أخذ في الجنوب وربما أخذ في الشمال ، وحَدُّ الفلك عندهم أنه
105
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 105