نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 100
عما وضعت له فيهم ، وإذا صح عندهم عن ملك من ملوكهم شربه استحق الخلع عن ملكه إذ كان لا يتأتى له التدبير والسياسة مع الاختلاط ، وربما يسمعون السماع والملاهي ، ولهم ضروب من الآلات مطربة تفعل في الناس أفعالا مرتبة من ضحك وبكاء وربما يسقون الجواري فيطرَبْنَ بحضرتهم ، فتطرب الرجال لطرب الجواري . وللهند سياسات كثيرة قد أتينا على ذكر كثير منها ومن أخبارهم وسيرهم في كتابنا « أخبار الزمان » وفي الكتاب الأوسط ، وانما نذكر في هذا الكتاب لمعاً . وأعظم ملوك الهند في وقتنا هذا البلهري صاحب مدينة المانكير ، واكثر ملوك الهند تتوجه في صلواتها نحوه وتصلي لرسلهم إذا وردوا عليهم ، وتلي مملكة البلهري ممالك كثيرة للهند . ومنهم ملوك في الجبال لا بحر لهم ، مثل الراي صاحب القشمير ، وملك الطافن وغير ذلك من ملوكهم - أعني ملوك الهند - ومنهم من بملكه بر وبحر ، فأما البلهري فإن بين ديار ملكه وبين البحر مسيرة ثمانين فرسخاً سندية ، والفرسخ ثمانية أميال وله جيوش وفيلة لا تدرك كثرتها ، وأكثر جيوشه رَجّالة ، لأن دار ملكه بين الجبال ، ويساويه من ملوك الهند ممن لا بحر له بؤورة صاحب مدينة الفنوج ، وهذا الاسم سمة لكل ملك يلي هذه المملكة ، وله جيوش مرتبة على الشمال والجنوب والصَّبا والدّبور ، لأنه في كل وجه من هذه الوجوه يلقى ملكاً محارباً له . وسنذكر جملًا من أخبار ملوك السند والهند وغيرهم من ملوك الأرض فيما يرد من هذا الكتاب عند ذكرنا البحار وما فيها وما حولها من العجائب والأمم ومراتب الملوك وغير ذلك ، وان كنا قد أسلفنا ذلك فيما تقدم من كتبنا ، والله أعلم .
100
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 100