نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 52
يوازيه أحد ؟ وهو أبو السبطين فهل يقارنه بشر ؟ وزوج خير النساء فهل يفوقه قاطن بلد ؟ للاسُودِ قتال وفي الحروب ختال ، لم تر عيني مثله ولم تَرَى ، فعلى من انتقصه لعنة الله والعباد إلى يوم التناد . قال : إيهاً يا ابن عباس ، لقد أكثرت في ابن عمك ، فما تقول في أبيك العباس ؟ . وصف العباس : قال : رحم الله العباس أبا الفضل ، كان صنو نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وقرة عين صفي الله ، سيد الأعمام ، له أخْلَاقُ آبائه الأجود ، وأحلام أجداده الأمجاد ، تباعدت الأسباب في فضيلته ، صاحب البيت والسقاية ، والمشاعر والتلاوة ، ولم لا يكون كذلك وقد ساسه أكرم من دب ؟ . فقال معاوية : يا ابن عباس ، أنا أعلم أنك كلماني في أهل بيتك . قال : ولم لا أكون كذلك ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل » ؟ . ثم قال ابن عباس بعد هذا الكلام : وصف الصحابة عامة : يا معاوية ، إن الله جل ثناؤه ، وتقدست أسماؤه ، خص نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بصحابةٍ آثروه على الأنفس والأموال ، وبذلوا النفوس دونه في كل حال ، ووصفهم الله في كتابه فقال : ( رحماء بينهم ) الآية ، قاموا بمعالم الدين ، وناصحوا الاجتهاد للمسلمين ، حتى تهذبت طرقه ، وقويت أسبابه وظهرت آلاء الله ، واستقر دينه ، ووضحت أعلامه ، وأذل الله بهم الشرك ، وأزال رؤوسه ومحا دعائمه ، وصارت كلمة الله العليا ، وكلمة الذين كفروا السفلى ، فصلوات الله ورحمته وبركاته على تلك النفوس الزاكية ، والأرواح الطاهرة العالية ، فقد كانوا في الحياة لله أولياء ، وكانوا بعد
52
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 52