نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 466
الأتراك تؤذي العوام بمدينة السلام بجريها الخيولَ في الأسواق وما ينال الضعفاء والصبيان من ذلك ، فكان أهل بغداد ربما ثاروا ببعضهم فقتلوه عند صدمه لامرأةٍ أو شيخٍ كبير أو صبي أو ضرير ، فعزم المعتصم على النقلة منهم ، وأن ينزل في فضاء من الأرض ، فنزل البراذان على أربعة فراسخ من بغداد ، فلم يستطب هواءها ، ولا اتسع له هواؤها ، فلم يزل يتنقل ويتقرَّي المواضع والأماكن الى دجلة وغيرها حتى انتهى الى الموضع المعروف بالقاطول ، فاستطاب الموضع ، وكان هناك قرية يسكنها خلق من الجرامقة وناس من النَّبَطِ على النهر المعروف بالقاطول آخذاً من دجلة ، فبنى هناك قصرا وبنى الناس وانتقلوا من مدينة السلام ، وخلت من السكان إلا اليسير ، وكان فيما قاله بعض العيَّارينَ في ذلك معيراً للمعتصم بانتقاله عنهم : < شعر > أيا ساكن القاطولِ بين الجرامِقةْ تركتَ ببغداد الكِباشَ البطارقه < / شعر > ونالت من مع المعتصم شدة عظيمة لبرد الموضع وصلابة أرضه ، وتأذَّوْا بالبناء ، ففي ذلك يقول بعض من كان في الجيش : < شعر > قالوا لنا إنّ بالقاطول مَشْتانا فنحن نأمل صنع الله مولانا الناس يأتمرون الرأي بينهمُ والله في كل يوم مُحْدِثٌ شأنا < / شعر > تخطيط سامرا : ولما تأذى المعتصم بالموضع وتعذر البناء فيه خرج يتقرّى المواضع ، فانتهى الى موضع سامرا ، وكان هناك للنصارى دير عاديُّ ، فسأل بعض أهل الدير عن اسم الموضع ، فقال : يعرف بسامرا ، قال له المعتصم : وما معنى سامرا ؟ قال : نجدها في الكتب السالفة والأمم الماضية أنها مدينة سام بن نوح ، قال له المعتصم : ومن أي بلاد هي ؟ وإلام تضاف ؟ قال : من بلاد طبرهان ، وإليها تضاف ، فنظر المعتصم الى فضاء واسع تسافر فيه الأبصار ، وهواء طيب ، وأرض صحيحة ، فاستمرأها واستطاب هواءها ، وأقام هنا لك ثلاثا يتصيد في كل يوم ، فوجد نفسه تتوقُ الى الغذاء ، وتطلب الزيادة على العادة الجارية ، فعلم أن ذلك لتأثير الهواء والتربة والماء ، فلما
466
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 466