responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 460


أموراً محمودة ، فأولها عمران الأرض التي يحيي بها العالم ، وعليها يزكو الخراج وتكثر الأموال ، وتعيش البهائم ، وترخص الأسعار ، ويكثر الكسب ، ويتسع المعاش ، وكان يقول لوزيره محمد بن عبد الملك : إذا وجدت موضعاً متى أنفقت فيه عشرة دراهم جاءني بعد سنة أحد عشر درهماً فلا تؤامرني فيه .
بأس المعتصم وقوته :
وكان المعتصم ذا بأس وشدة في جسمه ، وشجاعة في قلبه ، فذكر أحمد بن أبي دُؤاد - وكان به آنساً - قال : لما أنكر المعتصم نفسه وقوته دخلت عليه يوماً وعنده ابن ماسويه ، فقام المعتصم فقال لي : لا تبرح حتى أخرج إليه ، فقلت ليحيى بن ماسويه : ويحك ! ! إني أرى أمير المؤمنين قد حال لونه ، ونقصت قوته ، وذهبت سَوْرتَه ، فكيف تراه أنت ؟ قال : هو والله زبرة من زبر الحديد ، إلا أن في يديه فأساً يضرب بها تلك الزبرة ، فقلت : وكيف ذاك ؟ قال : كان قبل ذلك إذا أكل السمك اتخذ له صباغاً من الخل والكراويا والكمون والسذاب والكرفس والخردل والجوز فأكله بذلك الصباغ ، يدفع أذى السمك وأضراره بالعصب ، وإذا أكل الرؤوس اتخذت له أصباغ تدفع أذاها وتلطفها ، وكان في أكثر أموره يلطف غذاءه ويكثر مشورتي ، فصار اليوم إذا أنكرت عليه شيئاً خالفني ، وقال : آكل هذا على رغم أنف ابن ماسويه فما أقدر أن أصنع ، قال : وهو خلف الستر يسمع ما نحن فيه ، فقلت : ويلك يا أبا يحيى ! ! أدخل أصبعك في عينيه [1] ، قال : جعلت فداك ، ما أقدر أرُدُّه ولا أجترئ عليه في خلاف ، فلما فرغ من كلامه خرج علينا المعتصم ، فقال لي : ما الذي كنت فيه مع ابن ما سويه ؟ قلت : ناظرته يا أمير المؤمنين في لونك الذي أراه حائلًا ، وفي قلة طعمك الذي قد هَدَّ جوارحي وأنْحَلَ جسمي ، قال :
فما قال لك ؟ قلت : شكا أنك كنت تقبل منه ما يشير به عليك وكنت ترى في ذلك على ما يحب ، وأنك الآن تخالفه ، قال : فما قلت له أنت ؟



[1] في نسخة : أدخل أصبعك في عينه .

460

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 460
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست