نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 447
فنصبر على البؤس والشدة ، وأما صبياننا هؤلاء فقد قَطَّعوا قلبي رحمة لهم ، لأنهم يرون صبيان الجيران قد تزيَّنوا في عيدهم وأصلحوا ثيابهم ، وهم على هذه الحال من الثياب الرثَّةِ ، فلو احتلت بشيء تصرفه في كسوتهم ، قال : فكتبت إلى صديقي الهاشمي أسأله التوسعة عليَّ لما حضر ، فوجه إلي كيساً مختوماً ذكر أن فيه ألف درهم ، فما استقر قراري حتى كتب إليَّ الصديقُ الآخر يشكو مثل ما شكوت إلى صاحبي ، فوجهت إليه الكيس بحاله ، وخرجت إلى المسجد فأقمت فيه ليلي مستحيياً من امرأتي ، فلما دخلت عليها استحسنت ما كان مني ولم تعنفني عليه ، فبينا أنا كذلك إذ وافى صديقي الهاشمي ومعه الكيس كهيئته ، فقال لي : اصدُقْني عما فعلته فيما وجهت إليك ، فعرفته الخبر على جهته ، فقال : إنك وجهت الي وما أملك على الأرض إلا ما بعثت به إليك ، وكتبت الى صديقنا أسأله المواساة ، فوجه بكيسي بخاتمي قال . فتواسينا الألف ثلاثاً بعد ان أخرجنا الى المرأة قبل ذلك مائة درهم ، ونمي الخبر الى المأمون ، فدعاني ، فشرحت له الخبر ، فأمر لنا بسبعة آلاف دينار : لكل واحد ألفا دينار ، وللمرأة ألف دينار ، وقبض الواقدي وهو ابن سبع وسبعين سنة . وفيها كانت وفاة يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي ببغداد ، وصلى عليه المأمون ، وقد أتينا على خبره فيما سلف من كتبنا . بين أزهر وأبي جعفر المنصور : وفيها مات أزهرُ السمان ، وكان صديقاً لأبي جعفر المنصور في أيام بني أمية وكانا قد سافرا جميعاً وسمعا الحديث ، وكان المنصور يألفه ، ويأنس اليه ، ويكبر عنده ، فلما أفضت الخلافة اليه أشخصَ اليه من البصرة فسأله المنصور عن زوجته وبناته ، وكان يعرفهن بأسمائهن ، وأظهر بره وإكرامه ، ووصله بأربعة آلاف درهم ، وأمره ان لا يقدم اليه مستميحاً ، فلما كان بعد حول صار اليه ، فقال له : ألم آمرك ان لا تسير إليَّ مستميحاً ، فقال له : ما صرت إليك الا مسلماً ومجدداً بك عهداً ،
447
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 447