responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 427


العتابي : إنْ رأيت أن تعلم أمير المؤمنين بمكاني ، قال : لست بحاجب ، قال :
قد علمت ، ولكنك ذو فضل ، وذو الفضل مِعْوانٌ ، قال : سلكت بي غير طريقي ، قال : إن الله قد ألحقك بجاه ونعمة منه ، فهما مقيمان عليك بالزيادة إن شكرت ، وبالتقتير إن كفرت ، وأنا لك اليوم خَيرٌ منك لنفسك ، أدعوك لما فيه زيادة نعمتك وأنت تأبى ذلك ، ولكل شيء زكاة ، وزكاة الجاه بَذله للمستمين ، فدخل يحيى فأخبر المأمون الخبر ، فأدخل اليه العتابي ، وفي المجلس إسحاق بن إبراهيم الموصلي ، فأمره بالجلوس ، وأقبل يسأله عن أحواله وشأنه ، فيجيبه بلسان ناطق ، فاستظرفه المأمون ، وأخذ في مداعبته ، فظن الشيخ أنه قد استخف به ، فقال : يا أمير المؤمنين ، الإيناس قبل الإبساس ، فاشتبه عليه قوله فنظر الى إسحاق فغمزه بعينه ثم قال :
ألف دينار ، فأتي بها فوضعت بين يدي العتَّابي ، ثم دعا إلى المفاوضة ، وأغرى المأمون إسحاق بالعبث به ، فأقبل إسحاق يعارضه في كل باب يذكره ويزيد عليه ، فعجب منه ، وهو لا يعلم أنه إسحاق ، ثم قال : أيأذن أمير المؤمنين في مسألته هذا الرجل عن اسمه ونسبه ؟ فقال : افعل : فقال له العتابي : من أنت ؟ وما اسمك ؟ قال : أنا من الناس واسمي كل بصل ! فقال له العتابي : أما النسبة فقد عرفت ، وأما الاسم فمنكر ، وما كل بصل من الأسماء ؟ فقال له إسحاق : ما أقلَّ إنصافك ، وما كلثوم ؟ والبصل أطيب من الثوم ، قال العتابي : قاتلك الله ! ما أملحك ! ! ما رأيت كالرجل حلاوة ، أفيأذن أمير المؤمنين في صِلته بما وصلني به فقد والله غلبني ؟ فقال له المأمون : بل ذلك مُوَفَّر عليك ونأمر له بمثله ، فانصرف إسحاق الى منزله ، ونادمه بقية يومه .
العتابي :
وكان العتابي من أرض جند قنسرين والعواصم ، وسكن الرقة من ديار مُضَرَ ، وكان من العلم والقراءة والأدب والمعرفة والترسل وحسن النظم للكلام وكثرة الحفظ وحسن الإشارة وفصاحة اللسان وبراعة البيان وملوكية

427

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 427
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست