responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 268


من الملك والاستبشار بحديثه ، وإن في ذلك أمرين : أحدهما ما يظهر من حسن أدبه ، فإنه يعطي [1] الملك حقه بحسن الاستماع لحديثه والاستغراب له منه كأنه لم يسمعه ، وإظهار السرور والاستفادة منه ، فالنفس الى الفوائد من الملوك والحديث عنهم أشهى واقرب منها الى فوائد السوقة وما أشبهها .
معاوية وابن شجرة الرهاوي :
وقد ذكر جماعة من الأخباريين كابن دأب وغيره نحو هذا المعنى عن معاوية بن أبي سفيان ، ويزيد بن شجرة الرهاوي ، وهو ان ابن شجرة كان يساير ذات يوم معاوية وكان آنساً به ، والى حديثه تائقاً ، ومعاوية مقبل عليه يحدثه عن جزعان يوم كان لبني مخزوم وغيرهم من قريش ، كان فيه حرب عظيمة فني فيه خلق من الناس ، وذلك قبل الإسلام ، وقيل : إن ذلك كان قبل الهجرة ، وكانت لأبي سفيان فيه مكرمة سابقة في الرياسة ، وهو أنه لما أشرف الفريقان على الفناء صعد على نشز من الأرض ثم صاح بالفريقين ، وأشار بكمه ، فانصرف الفريقان جميعاً انقياداً الى أمره ، وكان معاوية معجباً بهذا الحديث ، فبينما هو يحدثه به ويزيد بن شجرة مقبل عليه ، وقد استخفتهما لذة المحدث والمستمع إذ صك جبين يزيد بن شجرة حجرٌ عائر فأدماه ، فجعلت الدماء تسيل على وجهه ولحيته وثوبه ، وغير ذلك ، ولم يتغير عما كان عليه من الاستماع ، فقال له معاوية : لله أنت يا ابن شجرة ، اما ترى ما نزل بك ؟ قال : وما ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال : هذا دم يسيل على ثوبك ، قال : أعتق ما أملك إن لم يكن حديث أمير المؤمنين ألهاني حتى غمر فكري وغطى على قلبي ، فما شعرت بشيء مما حدث ، حتى نبهني عليه امير المؤمنين ، فقال معاوية : لقد ظلمك من جعلك في الف من العطاء ، وأخرجك عن عطاء أبناء المهاجرين والجماهير ممن حضر معنا بصفين ، ثم أمر له وهو في مسيره بخمسمائة ألف درهم ، وزاده في عطائه الفاً من الدراهم ، وجعله بين جلده وثوبه .



[1] في نسخة : يوفي الملك حقه .

268

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست