responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 267


لا يعرفه ، فحدثه شيرويه بالحديث ، فأصغى اليه الرجل بجوارحه كلها ، وكان مسيرهم على شاطئ نهر ، فترك الرجل لإقباله على شيروية النظر إلى موطئ حافر دابته ، فزلَّت إحدى قوائم الدابة ، فمالت بالرجل الى اليمين ، فوقع في الماء ، ونفرت الدابة ، فابتدرها حاشية الملك وغلمانه فأمالوها عن الرجل ، وجذبوه فحملوه على أيديهم حتى أخرجوه فاغتمَّ الملك لذلك ، ونزل عن دابته وبسط له هنا لك حتى تغدَّى في موضعه ، ودعا بثياب من خاص كسوته فألقيت على شداد وأكل معه ، وقال له : غفلت عن النظر الى موضع حافر دابتك ، فقال : أيها الملك ، إن الله إذا أنعم على عبد نعمة قابلها بمحنة ، وعارضها ببلية ، وعلى قدر النعم تكون المحن ، وان الله انعم عليَّ بنعمتين عظيمتين هما اقبال الملك علي بوجهه من بين هذا السواد الأعظم وهذه الفائدة وهي تدبير الحرب حتى حدَّث بها عن أردشير حتى إني لو دخلت الى حيث تطلع الشمس أو تغرب لكنت رابحاً ، فلما اجتمعت نعمتان جليلتان في وقت واحد قابلتهما هذه المحنة [1] ، ولو لا أساورة الملك ويمن جده لكنت بعرض هلكة ، وعلى ذلك فلو غرقت حتى ذهبت عن جديد الأرض لكان قد أبقى لي الملكُ ذكراً مخلداً ما بقي الضياء والظلام والجنوب والصَّبا فسر الملك بذلك ، وقال : ما ظننتك بهذا المقدار الذي أنت فيه ، فحشا فاه جوهراً ودراً رائقاً ثميناً ، واستبطنه حتى غلب على اكثر أمره .
وإنما ذكرنا هذا الخبر من أخبار من سلف من ملوك الفرس ليعلم أن أبا بكر الهذلي لم يبتدئ بحال لم يسبقه إليها غيره ، ويتقدمه بها سواه .
أحسن المواقع من الملوك :
واحسن المواقع من الملوك الاستماع منها ، والأخذ عنها ، وقد كانت حكماء اليونانيين تقول : إن الواجب على من أقبل عليه ملك أو ذو رياسة بحديث أن يصرف قلبه كله الى ذلك ، وإن كان يعرف الحديث الذي يسمعه من الملك ، كأنه لم يسمعه قط ، ويظهر السرور بالفائدة



[1] في نسخة : هذه النقمة .

267

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست