نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 248
يا عمَّ أمير المؤمنين ليسعنا عفوكم اذاً ، قال : أما العفو فنعم قد وسعكم ، فإن أحببت زوجتك من الفضل بن صالح بن علي ، وزوجت أختك من أخيه عبد الله بن صالح ، فقالت : يا عم أمير المؤمنين ، وأي أوان عرس هذا ؟ بل تلحقنا بحران ، قال : فإذاً أفعل ذلك بكنَّ إن شاء الله ، فألحقهن بحران ، فعَلَتْ أصواتهن عند دخولهن بالبكاء على مروان ، وشققن جيوبهن ، وأعْوَلْنَ بالصياح والنحيب ، حتى ارتج العسكر بالبكاء منهن على مروان . فكان ملك مروان الى أن بويع أبو العباس السفاح خمس سنين وشهرين وعشرة أيام على حسب ما قدمنا ذكره في هذا الكتاب من التنازع في مدة أيامه ، ومن وقت أن بويع أبو العباس السفاح الى أن قتل ببوصير ثمانية أشهر ، فكانت مدة أيامه إلى ان قتل خمس سنين وعشرة أشهر وعشرة أيام ، وقد قدمنا ما تنازعوا فيه من مقدار سنه وغير ذلك من أخباره ، وقد أتينا على مبسوط أخباره فيما سلف من كتبنا . عبد الحميد بن يحيى الكاتب : وكان كاتبه عبد الحميد بن يحيى بن سعد صاحب الرسائل والبلاغات ، وهو أول من أطال الرسائل ، واستعمل التحميدات في فصول الكتب ، واستعمل الناس ذلك بعده . وذكر أن مروان قال لكاتبه عبد الحميد - حين أيقن بزوال ملكه - قد احْتَجْتُ أن تصير مع عدوي وتظهر الغدر بي ، فإن إعجابهم بأدبك وحاجتهم إلى كتابتك تدعوهم إلى حسن الظن بك ، فإن استطعت أن تنفعني في حياتي ، وإلا لم تعجز عن حفظ حُرَمي بعد وفاتي ، فقال له عبد الحميد : إن الذي أشرت به عليَّ أنفع الأمرين لك ، وأقبحهما بي ، وما عندي إلا الصبر حتى يفتح الله أو أُقتل معك ، وقال : < شعر > أسِرُّ وفاء ثم أظهر غدرة فمن لي بعذر يوسع الناس ظاهره ؟ < / شعر > وقد أتينا على خبر أبي الورد ومقتله ، وخبر بشر بن عبد الله الواحدي ومقتله في كتابنا الأوسط ، فأغني ذلك عن ذكره .
248
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 248