responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 206


استشهاد زيد بن علي :
وفي أيامه استشهد زيد بن علي بن الحسين بن علي كرم الله وجهه ، وذلك في سنة إحدى وعشرين ومائة ، وقيل بل في سنة اثنتين وعشرين ومائة ، وقد كان زيد بن علي شَاوَرَ أخاه أبا جعفر بن علي ابن الحسين بن علي فأشار عليه بأن لا يركن الى أهل الكوفة ، إذ كانوا أهل غدر ومكر ، وقال له : بها قتل جدك علي ، وبها طعن عمك الحسن ، وبها قتل أبوك الحسين ، وفيها وفي أعمالها شُتِمْنَا أهْلَ البيت ، وأخبره بما كان عنده من العلم في مدة ملك ابن مروان ، وما يتعقبهم من الدولة العباسية ، فأبي إلا ما عزم عليه من المطالبة بالحق ، فقال له : إني أخاف عليك يا أخي أن تكون غدا المصلوبَ بكُنَاسة الكوفة ، وودعه أبو جعفر ، وأعلمه أنهما لا يلتقيان .
وقد كان زيد دخل على هشام بالرصافة ، فلما مثل بين يديه لم ير موضعاً يجلس فيه ، فجلس حيث انتهى به مجلسه ، وقال : يا أمير المؤمنين ، ليس أحد يكبر عن تقوى الله ، ولا يصغر دون تقوى الله ، فقال هشام : اسكت لا أم لك ، أنت الذي تنازعك نفسك في الخلافة ، وأنت ابن أمة ، قال :
يا أمير المؤمنين ، إن لك جوابا إن أحببت أجبتك به ، وإن أحببت أمسكت [1] عنه ، فقال : بل أجب ، قال : إن الأمهات لا يقعدن بالرجال عن الغايات ، وقد كانت أم إسماعيل أمَةً لأم إسحاق صلى الله عليهما وسلم ، فلم يمنعه ذلك أن بعثه الله نبياً ، وجعله للعرب أبا ، فأخرج من صُلْبه خير البشر محمداً صلى الله عليه وسلم ، فتقول لي هذا وأنا ابن فاطمة وابن علي ، وقام وهو يقول :
< شعر > شَرَّدَه الخوف وأزرى به كذاك من يكره حر الجلاد منخرق الكفين يشكو الجوى تنكثه أطراف مَرْوٍ حداد قد كان في الموت له راحة والموت حتم في رقاب العباد < / شعر >



[1] في نسخة : وان شئت ان اسكت سكت عنك .

206

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست