نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 126
لذاته سفك الدماء وارتكاب أمور لا يُقْدم عليها غيره ، ولا سبق إليها سواه . عبد الملك يولي المهلب قتال الخوارج : حدثنا أبو جعفر محمد بن سليمان ابن داود البصري المنقري ، قال : حدثني ابن عائشة وغيره قال : سمعت أبي يقول : لما غلبت الخوارج على البصرة بعث إليهم عبد الملك جيشاً فهزموه ثم بعث إليهم آخر فهزموه فقال : من للبصرة والخوارج ؟ فقيل له ليس لهم إلا المهلب بن أبي صُفْرة ، فبعث إلى المهلب ، فقال : على أنَّ لي خراج ما أجليتهم عنه ، قال : إذن تشركني في ملكي ، قال : فثلثاه ، قال : لا ، قال : فنصفه ، والله لا أنقص منه شيئاً ، على أن تمدني بالرجال ، فإذا أخللت فلا حق لك علي ، فجعلوا يقولون : وَليَّ عبد الملك على العراق رجلا ضعيفاً ، وجعل يقول : بعثت المهلب حتى يحارب الخوارج فركب دجلة ، ثم كتب المهلب إلى عبد الملك : إنه ليس عندي رجال أقاتل بهم ، فإما بعثت إلي بالرجال وإما خليْتَ بينهم وبين البصرة ، فخرج عبد الملك إلى أصحابه فقال : ويلكم ! من للعراق ؟ فسكت الناس وقام الحجاج وقال : أنا لها ، قال : اجلس ، ثم قال : ويلكم ! من للعراق ؟ فصمتوا ، وقام الحجاج وقال : أنا لها ، قال : اجلس ، ثم قال : ويلكم ! من للعراق ؟ فصمتوا ، وقام الحجاج الثالثة فقال : والله أنا لها يا أمير المؤمنين ، قال : أنت زنبورها ، فكتب إليه عهده ، فلما بلغ القادسية أمر الجيش ان يقبلوا وان يروحوا وراءه ، ودعا يحمل عليه قتب ، فجلس عليه بغير حَشِيَّة ولا وطاء ، وأخذ الكتاب بيده ، ولبس ثياب السفر ، وتعمم بعمامته [1] حتى دخل الكوفة وحده ، فجعل ينادي : الصلاة جامعة ، وما منهم رجل جالس في مجلسه إلا ومعه العشرون والثلاثون وأكثر من ذلك من أهله ومواليه وصعد المنبر متلثما متنكباً قَوْسَه ، فجلس واضعاً إبهامه على فيه فقال بعضهم لبعض : قوموا حتى