نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 6
وأحسنهم نظاما وانقيادا لملوكهم ، وأكثرهم طاعة ، إلا ان الجلالقة أشد من الإفرنجة بأسا ، وأعظم منهم نكاية ، والرجل من الجلالقة يقاوم عدة من الإفرنجة ، وكلمة الإفرنجة متفقة على ملك واحد ، لا تنازع بينهم في ذلك ، ولا تحزب ، واسم دار مملكتهم في وقتنا هذا بويرة [1] ، وهي مدينة عظيمة ، ولهم من المدن نحو من خمسين ومائة مدينة غير العمائر والكور . مساكنهم : وكان أوائل بلاد الافرنجة قبل ظهور الإسلام في البحر جزيرة رودس ، وهي الجزيرة التي ذكرنا أنها مقابلة للاسكندرية ، وان فيها دار صناعة المراكب في وقتنا هذا للروم ، ثم جزيرة إقريطش ، وقد كانت للافرنجة أيضا ففتحها المسلمون ونزلوها الى هذه الغاية ، وكانت بلاد افريقية وجزيرة صقلية للافرنجة أيضا ، وقد أتينا على اخبار هذه الجزائر وخبر الجزيرة المعروفة بالبركان ، وهي الأطمَة التي يخرج منها اجسام من النار كأجساد الناس بلا رؤوس فتعلو في الهواء بالليل ، ثم تسقط في البحر فتطفو على الماء وهي الحجارة التي يحك بها الكتابة من الدفاتر ، وهي خفاف بيض على هيئة الشهد واكوار الزنابير الصغار ، وهي الأطمة المعروفة بأطمة صقلية ، وفيها قبر فرفوريس [2] الحكيم الذي صنف كتاب إيساغوجي ، وهو المدخل الى علم المنطق ، وهذا الكتاب بهذا الرجل يعرف ، وكذلك أتينا على ذكر آطام الارض ، كأطمة وادي برهوت من بلاد حضرموت وبلاد الشَّحْر ، وأطمة بلاد الزابج [3] من بحر الصين ، وأطمة بلاد أسك ، وهي ما بين بلاد فارس وبلاد الاهواز من اعمال مدينة أرْجان من بلاد فارس [4] ، وهذه النار ترى
[1] في بعض النسخ : نومرة . [2] في بعض النسخ : وفيها هلك مرقونوس . [3] في بعض النسخ : الزنج . [4] زيادة في احدى النسخ .
6
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 6