نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 43
ذكر تنازع الناس في المعنى الذي من أجله سمي اليمن يمنا ، والعراق عراقا والشام شاماً ، والحجاز حجازاً تنازع الناس في اليمن وتسميته ، فمنهم من زعم أنه إنما سمي يمناً لأنه عن يمين الكعبة وهو التيمن وسمي الشام شاماً لأنه عن شمال الكعبة ، وسمي الحجاز حجازاً لأنه حاجز بين اليمن والشام ، نحو ما اخبر الله عز وجل عن البرزخ [1] الذي بين بحر القلزم وبحر الروم بقوله عز وجل : ( وجَعَلَ بين البحرين حاجزا ) وانما سمي العراق عراقا لمصب المياه اليه كالدجلة والفرات وغيرهما من الانهار ، وأظنه مأخوذاً من عَرَاقي الدلو وعَرَاقي القربة . ومنهم من زعم ان اليمن إنما سمي يمناً ليمنه ، والشام شاماً لشؤمه ، وهذا قول يعزى الى قطرب النحوي في آخرين من الناس . ومنهم من رأى أنه إنما سمي اليمن يمناً لأن الناس حين تفرقت لغاتهم ببابل تَيامَنَ بعضهم يمين الشمس وهو اليمن ، وبعضهم تشاءم فوسم له هذا الاسم ، وسنذكر تفرق هذه القبائل من أرض بابل بعد هذا الموضع ، وبعض ما قالوه في ذلك من الشعر ، عند مسيرهم في الأرض واختيارهم البقاع . وقيل : إنما سمي الشام شاماً لشامات في أرضه بيض وسود ، وذلك في الترب والبقاع والحجر وأنواع النبات والأشجار ، وهذا قول الكلبي . وقال الشرقي بن القطامي إنما سمي الشام شاماً بسام بن نوح ، لأنه أول