نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 393
الحكمين في موضع بين الكوفة والشام ، وكان الوقت الذي كتبت فيه الصحيفة لأيام بقين من صفر سنة سبع وثلاثين ، وقيل : بعد هذا الشهر منها ، ومرَّ الأشعث بالصحيفة يقرؤها على الناس فرحاً مسروراً حتى انتهى إلى مجلس لبني تميم ، فيه جماعة من زعمائهم ، منهم عروة ابن أذَية التميمي ، وهو أخو بلال الخارجي ، فقرأها عليهم ، فجرى بين الأشعث وبين أناس منهم خطب طويل ، وإن الأشعث كان بدء هذا الأمر والمانع لهم من قتال عدوهم حتى يفيئوا إلى أمر الله ، وقال له عروة بن أذَية : أتحكمون في دين الله وأمرِه ونهيه الرجال ؟ لا حكم إلا لله ، فكان أول من قالها ، وحكم بها وقد تنوزع في ذلك ، وشد بسيفه عَلَى الأشعث فصم فرسه عن الضربة فوقعت في عجز الفرس ونجا الأشعث ، وكادت العصبية أن تقع بين النزارية واليمانية ، لولا اختلاف كلمتهم في الديانة والتحكيم ، وفي فعل عروة ابن أذية بالأشعث ، يقول رجل من بني تميم في أبيات : < شعر > عُرْو يا عرو كلُّ فتنة قوم سلفت إنما تكون فَتِيَّه ثم تَنْمِي ويعظم الخطب فيها فاحذرنْ غِبَّ ما أتيت عُرَيَّه أعَلَى الأشعث المعصب بالتا ج حملتَ السلاح يا ابن أذيه إنها فتنة كفتنة ذي العجل ، أيا عروة العَصَا والعصيَّة فانظر اليوم ما يقول عليّ واتَّبِعه ، فذاك خيرُ البريه < / شعر > عدة قتلى صفين : وقد تنوزع في مقدار من قتل من أهل الشام والعراق بصفين ، فذكر احمد بن الدورقي عن يحيى بن معين ان عدة من قتل بها من الفريقين في مائة يوم وعشرة ايام مائة الف وعشرة آلاف من الناس ، من اهل الشام تسعون الفاً ، ومن اهل العراق عشرون الفاً ، ونحن نذهب الى ان عدد من حضر الحرب من اهل الشام بصفين اكثر مما قيل في هذا الباب ، وهو خمسون ومائة الف
393
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 393