نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 322
صلى الله عليه وسلم ، استعمل الناس وترككم ، قال : والله قد رأيت من ذلك ، فلم تراه فعل ذلك ؟ قال : والله ما أدري أضن بكم عن العمل فأهل ذلك أنتم ، أم خشي ان تبايعوا بمنزلتكم منه فيقع العتاب ، ولا بد من عتاب ، وقد فرغت لك من ذلك ، فما رأيك ؟ قال : قلت : ارى ان لا اعمل لك ، قال : ولم ؟ قلت : ان عملت لك وفي نفسك ما فيها لم أبرح قذى في عينك ، قال : فأشر عليّ ، قلت : اني ارى ان تستعمل صحيحاً منك صحيحاً لك . عمر يستعمل النعمان بن مقرن غازياً لنهاوند : وذكر علقمة بن عبد الله المزني ، عن معقل بن يسَار ، أن عمر بن الخطاب شاور الهرمزان في فارس وأصبهان وأذربيجان ، فقال له : أصبهان الرأس ، وفارس وأذربيجان الجناحان ، فان قطعت أحد الجناحين ناء الرأس بالجناح الآخر ، وإن قطعت الرأس وقع الجناحان ، فابدأ بالرأس ، فدخل المسجد فإذا هو بالنعمان ابن مقرِّن يصلي ، فقعد إلى جنبه ، فلما قضى صلاته قال : ما أراني إلا مستعملك ، قال : أما جابيا فلا ، ولكن غازيا ، قال : فإنك غاز ، فوجهه وكتب إلى أهل الكوفة أن يمدوه ، وبعث معه الزبير بن العوام ، وعمرو بن معديكرب ، وحذيفة ، وابن عمرو ، والأشعث بن قيس ، فأرسل النعمان المغيرة بن شعبة الى ملكهم ، وهو يقال له ذو الجناحين ، فقطع اليهم نهرهم ، فقيل لذي الجناحين : إن رسول العرب ها هنا ، فشاور اصحابه ، فقال : ما ترون ؟ فقالوا : اقعد له في بهجة الملك أو اقعد له في هيئة الحرب ، فقال : بل اقعد له في بهجة الملك ، فصعد على سريره ووضع التاج على رأسه وأقعد أبناء الملوك سماطين عليهم الأقراط وأسورة الذهب والديباج ، وأذن للمغيرة ، فأخذ بضبعيه رجلان ومعه سيفه ورمحه قال : فجعل المغيرة يطعن برمحه في بُسُطِهم يخرقها لينظروا فيغضبهم بذلك حتى قام
322
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 322