نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 314
انا بهمن بن جاذويه ، وهو المعروف بذي الحاجب ، فنادى القعقاع : يا لثارات أبي عبيد وسليط وأصحابهم يوم الجسر ! وقد كان ذو الحاجب مبارزاً لهم على ما ذكرنا من قتله إياهم ، فجالا ، فقتله القعقاع ، ويقال ان القعقاع قتل في ذلك اليوم ثلاثين رجلًا في ثلاثين حملة ، كل حملة يقتل فيها رجلًا ، وكان آخر من قتل عظيما من عظمائهم يقال له بزرجمهر ، ففيه يقول القعقاع : < شعر > حَبَوْتُه جيّاشة بالنفس هَدَّارة مثل شعاع الشمس في يوم أغواث فليْل الفرس أنخس بالقوم أشد نخس < / شعر > حتى يفيض معشري ونفسي وبارز في ذلك اليوم الأعور بن قطبة شهريار سجستان فقتل كل واحد منهما صاحبه ، فقال أخو الأعور في ذلك : < شعر > لم أر يوماً كان أحلى وأمر من يوم اغواث إذا افتر الثَّغُر من غير ضحك كان اسوا وابر < / شعر > واعتل سعد فتخلف في حصن العذيب ، وجلس في اعلاه يشرف على الناس ، وقد تواقف الفريقان جميعاً ، وأمسى الناس ينتمون . فلما سمع ذلك سعد قال لمن كان عنده في أعلى القصر : إن تم الناس على الانتماء فلا توقظوني فإنهم أقوياء على عدوهم ، وإن سكتوا فأيقظوني فإن ذلك شر ، واشتد القتال في الليل . أبو محجن الثقفي : وكان أبو محجن الثقفي محبوساً في أسفل القصر ، فسمع انتماء الناس إلى آبائهم وعشائرهم ، ووقع الحديد وشدة البأس ، فتأسف على ما يفوته من تلك المواقف ، فحبا حتى صعد إلى سعد يستشفعه ويستقيله ، ويسأله أن يخلي عنه ليخرج ، فزجره سعد ورَدَّه ، فانحدر راجعاً ، فنظر إلى سلمى بنت حفصة زوجة المثنى ابن حارثة الشيباني ، وقد كان سعد تزوجها بعده ، فقال : يا بنت
314
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 314