responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 2  صفحه : 258


فيه عادت الأشياء إلى البسيط ، وابتدأ الكون ماراً على طريقه ، لأن الذي أوجبه أولًا قد وجد ، فحقه أن يوجد منه بوجود المعنى الذي أوجده ، فظهر ذلك الظهور ، كالنبات في الربيع ، وتحرك قوته تحت الثرى ، وذلك أن الشمس تبلغ في الربيع إلى رأس الحمل ، بادئة في شرفها ، آخذة في ممرها ، وهي العلة الكبرى في إحياء النبات ويأخذ الثمر في الظهور من الشجر بادئاً كما كان ظاهراً بالمثال الأول الذي قد باد في الشتاء ويبسه وبرده ، لأن علة الكون الحرارة والرطوبة وعلة الفساد البرد واليبس ، فإذا انتقلت الأشياء من الحرارة والرطوبة إلى البرد واليبوسة فارقت الكون المتمم ودخلت الفساد ، فإذا انتهى بها الفساد إلى غايته وأوصلها إلى نهايته عاقبها الكون بوصول الشمس إلى رأس الحمل ، فبدأ بها كعادته في إنشائها ، وأبرزها من خساسة الفساد إلى نفاسة الكون ، ولو كانت الحواس تضبط شأن الأجسام وتحيط بانتقالها من حال إلى حال لشاهدت ممرها في دائرة الزمان ، مبتدئة من رتبة ، راجعة إليها ، مشكلة في محيط الدائرة بأشكال توافق بعضها ، والشكول مختلفة باختلاف العلل ، متفرقة كاختلاف الأسباب ، وفي هذا القول من هذه الطائفة ما صرح بالقول بالقدم وأبان عنه .
دليل على حدوث العالم :
وقضية الفحص توجب أن الأشياء الموجودة غير خالية من احدى المنزلتين : إما أن يكون بدء وانتهاء ، وإما أن يكون بلا بدء ولا انتهاء ، فإن كان بلا بدء ولا انتهاء فواجب أن تكون أجزاؤها وأبعاضها غير متناهية ، وواجب أن يكون الزمان غير عاد لها ولا حاصر لجميعها وقد وجدنا التناهي والابتداء في اجزائها وأبعاضها على الدوام ، وأنا

258

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 2  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست