responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 2  صفحه : 220


كثيرة الأمطار كثيرة النبات والعشب ، وأن أشجارها ذاهبة في الهواء ، ومياهها عذبة ودوابها عظيمة ، وهي مخصبة ، لأن تلك البلاد لم يلحقها حر الشمس ، ولم يلحقها يبس البرد ، فأجسام أهلها عظيمة ، وصورهم جميلة ، واخلاقهم كريمة ، فهم - في صورهم وقاماتهم واعتدال طبائعهم - يشبهون باعتدال زمان الربيع ، غير أنهم اصحاب دعة لا يحتملون الشدائد والكد .
وقال أبقراط في معنى ما وصفنا وما اليه قصدنا ، من بيان الأهوية وتأثيرها في الحيوان والنبات : ان الروح المطبوعة فيها هي التي تجذب الهواء إلينا ، وان الرياح تقلب الحيوان من حال الى حال ، وتصرفه من حر الى برد ، ومن يبس الى رطوبة ، ومن سرور الى حزن ، وكما تغير ما في البيوت من بزر أو عسل أو فضة او شراب أو سمن فتسخنها مرة وتبردها اخرى وترطبها مرة وتيبسها أخرى ، وعلة ذلك أن الشمس والكواكب تغير الهواء بحركاتها ، وإذا تغير الهواء تغير بتغيره كل شيء ، فمن تقدم وعرف احوال الأزمنة وتغيرها والدلائل التي فيها عرف السبب الأعظم من أسباب العلم ، وتقدم في حفظ [1] صحة الأبدان .
أثر الجنوب :
وقال أيضا ان الجنوب : إذا هبت اذابت الهواء وبردته ، وسخنت البحار والانهار ، وكل شيء فيه رطوبة ، وتغير لون كل شيء وحالاته ، وهي ترخي الأبدان والعصب ، وتورث الكسل ، وتحدث ثقلا في السماع ، وغشاوة في البصر لأنها تحلل المرة ، وتنزل الرطوبة الى أصل العصب الذي يكون فيه الحس .



[1] في نسخة : من أسباب العالم وتقدم في صحة الأبدان .

220

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 2  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست