نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 205
لا تسكن عند هذه الطائفة عدمت السكنى لعلتين : إحداهما إفراط الحر وإحراق الشمس وكثرة تواتر شعاعها على تلك الأرضين حتى قد جعلتها كِلْسِية [1] وأغاضت مياهها لكثرة التنشيف ، والعلة الأخرى بُعْدُ الشمس عن الإقليم ، وارتفاعها عن حوزاته ، فاكتنف تلك الأرضين البرد ، واستولى عليها القر والجَمدْ [2] فزاد إفراط البرد في الجو حتى أزال حسن الاعتدال ورفع فضيلة النشف ، فلم تلبث الحرارة في الأجسام ، ولم تظهر الرطوبة في إنماء الحيوان هنالك ، فصارت تلك البلاد قاعا صفصفا من الحيوان والنبات ، وهذه البلدان التي تراها مفرطة الحرارة والبرودة هي تناسب ما ذكرنا من هذه الديار البلاقع . ولهذه الطائفة كلام كثير في فناء العالم ونقصه [3] وعَوْدِه جديداً ، وذكروا أن السلطان في هذا الوقت السنبلة وهو سبعة آلاف سنة ، وذلك عمر هذا العالم البشري ، وقد ساعَدَ السنبلةَ المشتري في التدبير ، وان نهاية العالم في كثرة قطع الكوكب المدبر المسافة التامة بالقوى ، فإذا استكمل قَطع [4] المسافة التي ذكروها في الفلك فهنالك يقع النفاد ويكون الدُّثور بالعالم ، والكواكب إذا كملت مالها من كرّ ودَوْر عاد التدبير الى الاول منها ، وعادت أشخاص كل عالم وصوره مع اجتماع المواد التي كانت له في حال [5] حركة تأثير الكوكب الذي كان التدبير اليه ، وهكذا عند هؤلاء يجري شأن العالم سرمداً . مدة سلطان الكوكب : وزعموا ان سلطان الحمل اثنا عشر ألف
[1] في نسخة : جعلتها يابسة . [2] في نسخة : والجهد . [3] في نسخة : ونقضه . [4] في نسخة : استكمل وبلغ المسافة . [5] في نسخة : في حد حركة تأثير الكوكب .
205
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 205