نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 13
الأمر ، غمر [1] إحسانه الناس [2] ، وقرى الضيف ، وأحواله منتظمة ، والدنيا عليه مقبلة ، فعاش الف سنة ومائتي سنة ثم مات . وكان الملك بعده في الاكبر من ولده ، وهو « شديد بن عاد » وكان ملكه خمسمائة سنة وثمانين سنة ، وقيل غير ذلك . ثم ملك بعده أخوه « شداد بن عاد » وكان ملكه تسعمائة سنة ، ويقال : إنه احتوى على سائر ممالك العالم ، وهو الذي بنى مدينه إرم ذات العماد ، على حسب ما قدمنا فيما سلف من كتبنا عند إخبارنا عن هذه المدينة وتنازع الناس في كيفيتها وماهيتها وفي أي بلاد هي . وهذه عاد الثانية التي ذكرها الله تعالى فقال : ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد والى هذه الأمة [3] انتهى البطش ، ولشداد بن عاد مسير في الأرض ، وطواف في البلاد وبأس عظيم في ممالك الهند وغيرها من ممالك الشرق والغرب ، وحروب كثيرة ، أعرضنا عن ذكرها لشرط الاختصار ، ومعوَّلنا في ذلك على ما بسطناه من أخبارهم في كتاب « أخبار الزمان : من الأمم الماضية ، والأجيال الخالية ، والممالك الداثرة » وسنورد فيما يرد من هذا الكتاب - عند ذكرنا تفرق الناس ببابل وتشعب الأنساب ، وما قالوا في ذلك من الأشعار - جملًا من اخبار عاد ونبيها هود ، فأما تنازع الناس ممن سلف وخلف في العلة التي لها عظمت أجسامهم وطالت اعمارهم فقد أتينا على ذكر ذلك في كتابنا المترجم ب « كتاب الرؤوس السبعة من السياسة الملوكية » وكذلك في كتابنا المترجم ب « كتاب الزلف » .
[1] في بعض النسخ : عم . [2] في بعض النسخ : النامي . [3] في بعض النسخ : والى هذه المدينة .
13
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 13