نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 127
منهم الديار فسكنها غيرهم من الناس ، فنزل قوم من بني حنيفة اليمامة واستوطنوها ، وقد كانوا نزلوا بلاد الجُحْفَة بين مكة والمدينة [ وقطنوها ، فقال شاعرهم يرثي من كان في تلك الديار : < شعر > إن طَسْماً وجرهما وجديسا والعماليق في السنين الخوالي عمروا البيت حِقْبَة ثم وَلَّوْا واستمرت بهم صروف الليالي وأراك الزمان منهم ، وأضحى غيرهم ساكناً بتلك الخوالي ورماهم ريب الزمان فأمسوا دورهم بلقع لِمَرِّ الشمال ] [1] < / شعر > وقد كان نزل بلاد الجحفة بين مكة والمدينة عبيل [2] بن عوص ابن إرم بن سام بن نوح هو وولده ومن تبعه ، فهلكوا بالسيل ، فسمي ذلك الموضع بالجُحْفة لإجحافها عليهم : يثرب : وكان يثرب بن قاتية [3] بن مهليل بن إرم بن عبيل نزل بالمدينة هو وولده ومن تبعه ، فسميت به يثرب ، فهلك هؤلاء أيضا ببعض غوائل الدهر وآفاته ، فقال شاعرهم : < شعر > عَيْنُ جودي على عبيلٍ ، وهل ير جع ما فات فَيضُها بالسجام ؟ عَمَّرُوا يثرباً وليس بها سَفر ولا صارخ ولا ذو سنام غرَسوا لِينَهَا بمجرى معين ثم حفوا الفَسيلَ بالآجام [4] < / شعر > وقد أخبر الله جلت قدرته عنهم ، فقال : ( كذبت ثمود وعاد بالقارعة ، فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية ، وأما عاد فأهلكوا بريح صَرْصَرٍ عاتية ) .
[1] هذه الزيادة لا توجد في إحدى النسخ . [2] في نسخة : عبيد بن عوص . [3] في نسخة : يثرب بن قامة . [4] في نسخة : ثم حفوا السبيل بالأرحام .
127
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 127