نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 437
وفيهم خطباء بلغتهم ، يقف الرجل الزاهد منهم فيخطب على الخلق الكثير منهم ، ويرغبهم في القرب من بارئهم ، ويبعثهم على طاعته ، ويرهبهم من عقابه وصولته ، ويذكرهم من مضى من ملوكهم وأسلافهم ، وليس لهم شريعة يرجعون إليها ، بل رسوم لملوكهم ، وانواع من السياسات يسوسون بها رعيتهم ، وأكلهم الموز ، وهو ببلادهم كثير ، وكذلك بأرض الهند ، والغالب على أقوات الزنج الذرة ، ونبت يقال له الكلاري يقلع من الارض : كالكمأة والراسن ، ومنه كثير ببلاد عدن وما اتصل بها من أرض اليمن ، ويشبه هذا الكلاري القلقاس الذي يكون بالشام ومصر ، ومن غذائهم أيضاً العسل واللحم ، ومن هَويَ منهم شيئاً من نبات أو حيوان أو جماد يجده [1] ، وجزائرهم في البحر لا تحصى كثرة ، وفيها النارجيل يعم أكله سائر الزنج ، ومن بعض تلك الجزائر جزيرة بينها وبين ساحل الزنج نحو من يوم أو يومين ، فيها خلائق من المسلمين يتوارثها ملوك من المسلمين ، يقال لها قنبلو [2] ، على حسب ما ذكرنا من أمرها في هذا الكتاب . مساكن النوبة : وأما النوبة فافترقت فرقتين : فرقة في شرق النيل وغربيه ، وأناخت على شطَّيه ، فاتصلت ديارها بديار القبط من أرض مصر والصعيد من بلاد أسوان وغيرها ، واتسعت مساكن النوبة على شاطئ النيل مصعدة ، ولحقوا بقريب من أعاليه ، وبنوا دار مملكة ، وهي مدينة عظيمة تدعى دنقلة ، والفريق الآخر من النوبة يقال لهم علوة ، وبنوا مدينة عظيمة وسموها سرية . قال المسعودي : وانتهيت في تصنيفي الى هذا الموضع من كتابنا هذا في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة ، وكنت
[1] في بعض النسخ : عبده . [2] في بعض النسخ : يقال لهم قنبلو ، ويتوارثها المسلمون .
437
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 437