responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 172


لكثرتهم ، ولا تحصى جيوش هذه الملكة عليهم ، وبين الجزيرة والجزيرة نحو الميل والفرسخ والفرسخين والثلاثة ، ونخلهم شجر النارجيل ، لا يفقد من النخلة إلا التمر ، وقد زعم أناس ممن عني بتولدات الحيوان وتطعيم الأشجار أن النارجيل هو نخل المقل ، وإنما أثرت فيه تربة الهند حين غرس فيها فصار نارجيلًا ، وإنما هو نخل المقل .
تأثير البيئة :
وقد ذكرنا في كتابنا المترجم بالقضايا والتجارب ما تؤثره كل بقعة من بقاع الأرض وهوائها في حيوانها من الناطقين وغيرهم ، وما تؤثر البقاع في النامي من النبات وفيما ليس بنام ، كتأثير أرض الترك في وجوههم وصغر أعينهم ، حتى أثر ذلك في جِمالهم فقصرت قوائمها وغلظت رقابها وابيض وبَرها ، وأرض يأجوج ومأجوج في صورهم ، وغير ذلك ، مما إذا تبينه ذوو المعرفة في سكان الأرض من المشرق والمغرب وجدوه على ما ذكرناه ، وليس يوجد في جزائر البحر ألطف صنعة من أهل هذه الجزائر في سائر المهن والصنائع ، في الثياب والآلات وغير ذلك ، وبيوت أموال هذه الملكة الودع ، وذلك أن هذا الودع فيه نوع من الحيوان ، وإذا قلّ مالها أمرت أهل هذه الجزائر أن يقطعوا من سعف نخل النارجيل بخوصه ويطرحونه على وجه الماء ، فيتراكب عليه ذلك الحيوان ، فيجمع ويطرح على رمل الساحل ، فتحرق الشمس ما فيه من الحيوان ، ويبقى الودع خالياً مما كان فيه ، فتملأ من ذلك بيوت الأموال ، وهذه الجزائر تعرف جميعها بالدبيحات بالدبيهات ومنها يحمل أكثر الزانج ، وهو النارجيل ، وآخر هذه الجزائر جزيرة سرنديب ، ويلي جزيرة سرنديب جزائر أخر نحو من ألف فرسخ تعرف بالرامين معمورة ، وفيها ملوك وفيها معادن من ذهب كثيرة ، ويليها بلاد

172

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست