نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 168
حينئذ ، وأهدأ ما يكون عند كون الشمس في القوس ، وبحر فارس يركبُ في سائر السنة من عمان الى سيراف ، وهو ستون ومائة فرسخ ، ومن سيراف إلى البصرة وهو أربعون ومائة فرسخ ، ولا يتجاوز في ركوبه غير ما ذكرنا من هذين الموضعين ونحوهما ، وقد حكى أبو معشر المنجم في كتابه المترجم بالمدخل الكبير الى علوم النجوم ما ذكرنا من اضطراب هذه البحار وهدوئها عند كون الشمس فيما ذكرنا من البروج ، وليس يكاد يقطع من عمان نحو الهند في انتهائه إلا مركب معزز ، وحمولته يسيرة ، وتسمى هذه المراكب بعمان إذا قطعت أرض الهند في هذا الوقت : التيرماهية ، وذلك أن بلاد الهند وبحر الهند يكون فيه اليسارة ، وهو الشتاء ودوام الأمطار في كانون ، وكانون وشباط عندنا صيف وعندهم الشتاء كما يكون عندنا الحر في حزيران وتموز وآب ، فشتاؤنا صيفهم ، وصيفهم شتاؤنا ، وكذلك سائر مدن السند والهند وما اتصل بذلك الى أقاصي هذا البحر ، ومن شتَّى في صيفنا بأرض الهند قيل : فلان يَسَّرَ بأرض الهند ، أي شتى هنالك ، وذلك لقرب الشمس وبعدها . والغوص على اللؤلؤ في بحر فارس ، وإنما يكون في أول نيسان الى آخر أيلول ، وما عدا ذلك من شهور السنة فلا غَوْصَ فيها ، وقد أتينا فيما سلف من كتبنا على سائر مواضع الغوص في هذا البحر ، إذ كان ما عداه من البحار لا لؤلؤ فيه ، وهو خاص بالبحر الحبشي من بلاد خارك وقطر وعمان وسرنديب وغير ذلك من هذا البحر ، وقد ذكرنا كيفية تكون اللؤلؤ ، وتنازع الناس في تكونه ، ومن ذهب منهم الى أن ذلك من المطر ، ومن ذهب منهم الى أن ذلك من غير المطر ، وصفة صدف اللؤلؤ العتيق منه والحديث الذي يسمى بالمحار ، والمعروف بالبلبل ، واللحم الذي في الصدف والشحم ،
168
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 168